إستنكرت أوساط دينية وسياسية تونسية منع السعودية للحجاج الإيرانيين واليمنيين والسوريين من أداء فريضة الحج وطالبت بتشكيل ادارة للمناسك بإشراف دول العالم الإسلامي لتفادي وقوع أحداث أليمة على غرار فاجعة منى العام الماضي، ونددت بتصريحات مفتي السعودية ضد إيران باعتبارها لا تخدم مصالح الأمة الإسلامية.
فمبدأ المسلمين والإسلام المرتكز على الآية الشريفة "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا" الذي حدى عنه مفتي الديار السعودية وكفر شعب جمهورية إيران الإسلامية استنكره رجال دين في تونس مؤكدين أن مثل هذه التصريحات لاتخدم الأمة الإسلامية وتساهم في تفتيت وحدتها.
وفي حديث لمراسل قناة العالم دعا نائب رئيس جامعة الزيتونة الشيخ عفيف الصبابطي "كل الإخوة سواء في المملكة العربية السعودية الشقيقة أو جمهورية إيران الإسلامية بأن يقع بينهم نوع من التحاور من أجل حل المشاكل القائمة بالذات."
ومن آيات الله سبحانه وتعالى في القران الكريم "وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ظامر يأتين من كل فج عميق" خالفها آل سعود، ومنعوا الإيرانيين والسوريين واليمنيين من أداء مناسك الحج.
ولفت المحلل السياسي التونسي جمعة القاسمي من أن: حرمان جاليات عربية مسلمة من أداء مناسك الحج سيكون له تداعيات على مجمل المنطقة.. وبالتالي المسألة السياسية أصبحت تطغى على ما هو ديني.. وهذا أمر مرفوض كلياً، لأن الأماكن المقدسة لجميع المسلمين.
وتدعو بعض القوى السياسية في تونس إلى أعادة النظر في إشراف السلطات السعودية على تسيير مناسك الحج بمفردها، فالاحداث الأليمة التي تقع كل عام ويذهب ضحيتها المئات بل الآلاف من الحجاج الأبرياء تستدعي مشاركة مختلف دول العالم الإسلامي لنجاح شعيرة الحج.
ودعا القيادي في الجبهة الشعبية التونسية الجيلاني الهمامي لتوسيع لنظام التصرف في المناطق المقدسة بشكل كامل، وأن تخرج من تحت الهيمنة والاستعمال والاستغلال السياسي للمملكة العربية السعودية.
على أن دعوات التكفير ومنع الحجاج من أداء فريضتهم لا تزيد وضع المسلمين إلا تعقيداً.. وبحسب بعض القوى السياسية ورجال الدين في تونس فإن تكفير الشعب الإيراني من قبل مفتي الديار السعودية مرفوض تماماً، وقد تثير مسألة خلط الدين بالسياسة التي تنتهجها العربية السعودية صراعات ونزاعات لايحمد عقباها.