خلق فكر ابن تيمية خلافاً واضحاً بين مكوّنين في الحكومة المغربية، ويتعلق الأمر بعبد الإله بن كيران رئيس الحكومة المنتمي إلى حزب العدالة والتنمية، ونبيل بن عبد الله وزير الإسكان المنتمي إلى حزب التقدم والاشتراكية، إذ قال هذا الأخير إن ابن تيمية غير موجود في التدبير الحكومي حتى وإن كان يشكّل مرجعية لابن كيران.
وصرّح بن عبد الله، في لقاء أمس الأربعاء بالدار البيضاء، أنه إن كان ابن كيران يرى في ابن تيمية مرجعية له، فهو حر في ذلك، لكن رئيس الحكومة يعلم أنه في تعامله مع حزب التقدم والاشتراكية، لا يمكنه أن يطرح قرارات حكومية تعود إلى هذه المرجعية.
وتعود القضية إلى لقاء جماهيري نظمته شبيبة حزب العدالة والتنمية بمدينة أكادير نهاية يوليو/ تموز الماضي، استشهد خلاله ابن كيران بقولة ابن تيمية "ما يصنع أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري أينما رحت لا تفارقني. أنا حبسي خلوة، وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة".!
وقال بنكيران كذلك إنهم داخل الحزب مستعدون للفداء بأرواحهم ودمائهم، وإن الآخرين لا يعرفون ثقافتهم ولا يخيفونهم بالسجن أو القتل.. وأردف عند استشهاده بابن تيمية: "نحن لا نسأل الله البلاء، ولكن هؤلاء رجالنا نتأسى بهم، ولن نتنكر لابن تيمية ولعلماء الأمة".
وفي رده على سؤال تناول أسباب استشهاد بنكيران بابن تيمية، قال بن عبد الله: "قد تكون لنا مرجعيتنا كشيوعيين في الأصل، لكن لا يمكن أن نطالب الحكومة بالتأميم المطلق والطابع الجماعي لوسائل الإنتاج وغيرها من المرجعيات الماركسية، لأننا طورنا فكرنا ومقاربتنا الاقتصادية، ولأن هناك توجهات في الدستور، ولأن هناك أطراف متحالفة معنا".
وتفجر الجدل حول تصريحات ابن كيران عندما أعاد الموقع الرسمي لحزب العدالة والتنمية نشر فيديو الخطاب الكامل لابن كيران أمام شبيبة حزبه.. وقد صرّح ابن كيران كذلك بأن حزبه يؤمن بالمذهب المالكي، ويمارس السياسة انطلاقاً من مرجعيته، كما نفى خلال هذه التصريحات أن تكون لحزبه علاقة بحركة الإخوان المسلمين.
وابن تيمية الذي عاش في القرن الثامن الهجري ويسميه السلفيون الوهابيون بشيخ الاسلام، هو فقيه حنبلي متطرف أموي الهوى يؤمن بالتجسيم والتشبيه (العياذ بالله) ويعادي أهل بيت النبي عليهم السلام، ويعتبر المنظر الاول للتكفير الذي تنتهجه الجماعات الارهابية اليوم كالقاعدة وداعش وبوكوحرام وغيرها.. وقد سار على نهجه جملة من المتطرفين التكفيريين وفي مقدمتهم محمد بن عبد الوهاب مؤسس الفرقة الوهابية.