أطلق حزب المؤتمر السوداني المعارض، حملة غير مسبوقة في العاصمة الخرطوم، والولايات المتاخمة، تحت إسم (ساعي البريد)، في محاولة منه للتحايل على التضييق الذي تمارسه السلطات الحكومية ضد معارضيها وحرمانهم من ممارسة الأنشطة السياسية في الساحات العامة وربطها الخطوة بضرورة الحصول على تصديق رسمي.
ويعتبر المؤتمر السوداني من الأحزاب الحديثة حيث تأسس في العام 1986 ،ويرتكز في موجهاته على الاقتصاد باعتباره السبيل لإخراج السودان من أزمته الاجتماعية والاقتصادية، ويعد التداول السلمي على السلطة الوسيلة لاستقراره ووحدته.
وتصدى الحزب دون سواه خلال الأشهر الأخيرة للنظام الحاكم في الخرطوم، بإصراره على إقامة ندوات سياسية ومخاطبات جماهيرية في الأماكن العامة تدعو المواطنين لمقاومة النظام والاحتجاج على تردي الأوضاع المعيشية.
وعمد الحزب المعارض منذ أسابيع إلى ابتكار ما عرف بحملة "ساعي البريد" وهي وسيلة غير تقليدية ترمي للتواصل مع الجماهير وإبلاغها رسالة الحزب السياسية وإدارة نقاش مباشر مع المواطنين في منازلهم بشأن همومهم اليومية في الحياة والاقتصاد والبيئة.
وتمكنت الحملة بحسب إحصاءات منسوبي المؤتمر السوداني إلى نحو 5 آلاف أسرة في الخرطوم .
ويقول نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني، خالد عمر، لـ (سودان تربيون) إن الحملة استلهمت فكرة (ساعي البريد) الذي يقوم بتوصيل الخطابات إلى الأسر في منازلها، مع اختلاف مضمون الخطاب.
وأضاف "نكتب خطاب يحمل آراء الحزب في بعض القضايا والمواضيع ونحمله مندوب الحزب ويذهب به الى المواطنين في منازلهم، يعطيهم له ومعه ملصق يحمل أفكار الحزب ورؤيته".
وتابع " ومن ثم ندير حوارا مباشرا بين ساعي البريد والمواطنين حول قضاياهم ومشاكلهم". مبيناً أن الفكرة متقدمة على أسلوب توزيع البيانات حيث يتم إشراك المستلم في النقاش حول الفكرة والأخذ برأيه.
وأوضح خالد عمر، أن حملة (ساعي البريد)، انطلقت في العاصمة السودانية الخرطوم، وشملت أغلب أحياء مدنها الثلاث ـ الخرطوم، ام درمان، الخرطوم بحري، ـ قبل أن تنتقل إلى الولايات حيث بدأت بولاية النيل الأبيض في مدينة كوستي وفي الطريق المدن الأخرى.
ويشير نائب رئيس المؤتمر السوداني، الى أن الحملة جاءت في إطار البحث عن أدوات للتواصل مع الشعب، في ظل التضييق على القوى السياسية وحرمانها من ممارسة نشاطها السياسي عبر الندوات.
وأوضح أن الفكرة لم تكن الأولى من نوعها للحزب للتواصل مع الجماهير، وإنما سبقتها أدوات بينها المخاطبات الجماهيرية في الأسواق، وفي مركبات المواصلات العامة.
ويشير إلى أن الحملة التي انطلقت بدايات الشهر الفائت، تمكنت من الوصول إلى نحو 5 آلاف أسرة بولاية الخرطوم، تمكنت من تعريف المواطنين بقضاياهم والوقوف على نظرتهم للحزب، كما أنها تساهم في تبني الحزب سياسات أكثر تعبيراً عن المواطنين وقضاياهم.
وأكد خالد عمر أن الحزب في حالة تقييم متواصل لأدوات تواصله مع الجماهير، ولن يوقف أي منها بل تذهب جميعها مع بعض في آن واحد. مشيراً إلى أن الحزب استخدم ثلاث أدوات تواصل مع الجماهير في وقت واحد.
ووقفت (سودان تربيون) الجمعة على إطلاق الحزب حملته في محلية جبل أولياء جنوب العاصمة الخرطوم، حيث وزع المؤتمر السوداني مئات الخطابات في نواحي مختلفة من منطقة الكلاكلة صنقعت، ضمن حملة (ساعي البريد).
وبحسب نشرة صحفية عن المؤتمر السوداني، حصلت عليها (سودان تربيون) فأن الحملة وجدت تجاوباً كبيراً من المواطنين لا سيما فيما يتعلق بقضية البيئة حيث يشكو السكان من البرك الآسنة التي خلفها خريف هذا العام، بالإضافة إلى تراكم النفايات في ظل امتناع عربات النظافة عن دخول الأحياء والاكتفاء بالشوارع الرئيسية مما يضطر السكان للتخلص منها بالحرق وغيره من الوسائل غير الصحية.