انتقد الحزب الاتحادي الموحد رفض الجانب المصري إدراج النزاع حول حلايب وشلاتين ضمن أعمال اللجنة الوزارية العليا، وطالب مصر بإنسحاب غير مشروط من كامل تراب مثلث حلايب الحدودي.
ويتنازع السودان مصر منذ أكثر من 50 عاما على تبعية حلايب الذي فرضت مصر سيطرتها العسكرية عليه منذ العام 1995، ويضم المثلث 3 بلدات كبرى هي: "حلايب وأبو رماد وشلاتين". ويقع المثلث في أقصى المنطقة الشمالية الشرقية للسودان على ساحل البحر الأحمر وتسكن المنطقة قبائل البجا السودانية المعروفة.
واتهم رئيس الحزب الاتحادي الموحد محمد عصمت يحيى المؤسسات العسكرية والإعلامية في مصر باستغلال ضعف النظام الحاكم في السودان جراء العزلة الداخلية والخارجية التي يعيشها "فأصبحت الحكومة المصرية تفعل ما لا يقبله العقل السياسي الراشد وما لا يتوافق حتي مع حقائق التاريخ والجغرافيا".
وأكد عصمت في تعميم، يوم الثلاثاء، أن مصر تعاني من غياب مؤسسات سياسية واعية وناضجة، قائلا "إن النظام المصري الحاكم يجب أن يعلم أنه يرتكب خطأ تاريخيا ومستقبليا فادحا بإحتلاله لحلايب وشلاتين والعمل علي تمصيرها بإغراء بعض أهلها وإغداق الهبات والعطايا والخدمات".
وتابع "الغريب هنا أن النظام السوداني وفي ظل إحتلال مصر لمنطقة حلايب وشلاتين يكافئ نظامها البائس بترفيع رئاسي لدرجة إنعقاد اللجنة الوزارية المشتركة والتي كانت تنعقد علي مستوي نوابهم بدلا من تخفيضها لمستوى يتناسب وحجم الجرم الذي ترتكبه الدولة المصرية في حق بلادنا وشعبنا".
وجرت بالقاهرة مباحثات على مستوى اللجان الوزارية رفض خلالها الجانب المصري إثارة السودان لملف حلايب، وهو ما نفاه سفير السودان لدى مصر عبد المحمود عبد الحليم. وينتظر أن تعقد قمة رئاسية بين الرئيسين عمر البشير ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي يوم الأربعاء والخميس.
وقال محمد عصمت "إن الدولة المصرية إذا أرادت أن تدعي مصرية حلايب فعليها أن تحتكم للتفاوض والتحكيم مثلما فعلت في سيناء وطابا ولكن أن تمارس علينا العدوان كما مارسته إسرائيل عليها وأن تفرض سياسة إستيطانية من نوع آخر في منطقة سودانية وفقا لوثائق دولية وحقائق تاريخية، مُستغِلة في ذلك محاولة إغتيال حسني مبارك بأديس أبابا في يونيو 1995، فهو أمر مرفوض ودونه المهج والأرواح".
وذكر أن كل المعطيات تشي بأن الدولة بمصر تعيش "غيبوبة سياسية" تجعلها غير قادرة على قراءة ما يمور في داخل حدودها دعك ما يجري خارج حدودها، وزاد "لو كانت في حالة غير هذه الحالة لما تجرأت على استمرار احتلالها لحلايب وشلاتين ولما سمحت بالتطاول الإعلامي الممنهج على السودان وشعبه".
وأشار إلى أن الدولة المصرية أعماها عداءها للنظام الحاكم بالخرطوم وجهلها بطبيعة السودانيين وهي تتعاطى الملف بدون أن تأخذ في الإعتبار مآلاته النهائية على البلدين والشعبين وعلى الإقليم إذا ما أصرت مصر على سياسة فرض الأمر الواقع على حلايب.