تعيش مصر على وقع أزمة اقتصادية خانقة دفعت الرئيس عبد الفتاح السيسي للمراهنة على القوات المسلحة لعلها تساهم في إنقاذ الموقف.
ففي هذا الإطار أعدت صحيفة "الفايننشال تايمز" تقريرا أشارت فيه إلى "أزمة الحليب" وتدخل الجيش المصري من خلال إرسال شاحنات كبيرة محملة بحليب الأطفال من ميناء الإسكندرية إلى المحافظات المصرية الأخرى.
وعلق على الشاحنات صور لطفل يبتسم فيما خُطّت رسالة للأبوين المصريين جاء فيها: "لا تدفع أكثر من 30 جنيها مع تحيات القوات المسلحة ".
واعتبرت الصحيفة البريطانية في تقريرها ما قام به الجيش جزء من مغامرة عسكرية مشيرة إلى أن السيسي أصبح يستخدم الجيش بشكل متزايد لمعالجة المشاكل الاقتصادية في البلاد، فيما وصف متحدث باسم الجيش هذه الخطوة كجزء من الجهود الرامية لمكافحة "جشع المحتكرين".
وقال التقرير إن هذا التدخل سلط الضوء على بصمة القوات المسلحة الآخذة في الاتساع في الاقتصاد وتأثيرها المحتمل على القطاع الخاص، مشيرة إلى أن الجيش لاعب قوي في الاقتصاد، حيث أعلن العام الماضي تنفيذ سلسلة من المشاريع الجديدة وقع فيها عقودا إما مع الحكومة أو يخطط لإطلاقها بنفسه.
وتشمل المشاريع السابقة إنتاج الإسمنت وتوفير المواد الطبية للمستشفيات وتشغيل نظام البطاقة الذكية لتوزيع السلع المدعومة وإنشاء مزارع الأسماك وتصنيع عدادات المياه. كما أصدر السيسي العام الماضي قانونا يسمح للجيش بإنشاء شركات وبمشاركة رأس المال المحلي أو الأجنبي.
ولفتت الصحيفة إلى تجنب المستثمرين في أعقاب ثورة 2011 المشاركة في دعم الاقتصاد عبر إقامة المشاريع الجديدة، كما أن عدد السياح تراجع بسبب الهجمات الإرهابية فيما شهدت العملات الأجنبية نقصا حادا.
كما أن الجيش الذي يستخدم المزارع والمصانع الخاصة به لضخ الغذاء الرخيص في السوق يجعل بعض رجال الأعمال يخشون أنه سيكون من المستحيل عليهم التنافس مع المؤسسة التي لا مثيل لها من نفوذ سياسي ويحميها القانون من الكشف عن حساباتها.