كشف زملاء وأقارب الصحفي الذي أُختطف الجمعة الماضية في جنوب السودان عن تعرضه لتعذيب شديد ورميه قرب مقبرة على أيدي مجموعة مجهولة.
ويعتبر الحادث هو أحدث هجوم على الصحفيين بعد أن اغتال مسلحون مجهولون في جنوب السودان الصحفي إسحاق فوني بعد اختطافه في يونيو الفائت ما يسلط الضوء على مستوى انعدام الأمن الذي يواجه الصحفيين ومنتقدي حكومة جوبا.
واختفى الصحفي مالك بول الذي يعمل لصحيفة (الموقف) الجمعة وتم العثور عليه في مقبرة بضواحي جوبا صباح الاثنين بعد تعرضه للتعذيب الشديد.
ولم يتضح حتى الآن لماذا أُستهدف الصحفي بول. وعزا زملاء وأفراد أسرة الصحفي السبب إلى مقال نقدي نشره بول على وسائل التواصل الاجتماعي حول أداء حكومة جوبا بالتركيز على الأزمة الاقتصادية والفساد الذي يواجه البلاد.
ووفقا للتقارير الطبية فإن الصحفي يعاني من كسور في أضلاعه نتيجة الضرب المبرح.
وقال احد زملائه لـ" سودان تريبيون" " وجدناه في حالة سيئة و تعرض للضرب والحرق"
وأضاف الصحفي الذي رفض الكشف عن اسمه أن الصحيفة تعمل في وضع حرج ولم يعد الصحفيون قادرون على تحقيق التوازن في أعمالهم الصحفية، ويضطرون لكتابة ونشر المواد التي تتناسب ومصلحة الحكومة والمعارضة المتحالفة معها والآراء التي تستهدف المعارضة.
واردف " من الصعب جدا الحفاظ على أي مستوى من المعايير المهنية هذه الأيام، أن أفراد الأمن ينتشرون في الصحف هذه الأيام لتأكيد مايجب نشره اليوم التالي إذا كان في صالح الحكومة وشطب المواضيع التي تعكس غير ذلك".
يُشار الى أن لجنة حماية الصحفيين التي تتخذ من نيويورك مقراً لها صنفت جنوب السودان باعتباره ثاني أسوأ بلد في أفريقيا والخامس عالميا في مؤشر الإفلات من العقاب.
ومنذ ديسمبر 2013 قتل أكثر من ثمانية صحافيين في الدولة الوليدة. واحتلت جنوب السودان المرتبة 140 من بين 180 دولة في المؤشر العالمي لحرية الصحافة الذي أصدرته منظمة مراسلون بلا حدود في العام 2016