أمهل الرئيس السوداني عمر البشير الجمعة 21 أكتوبر/تشرين الأول، حكومة جنوب السودان حتى نهاية الشتاء لتنفيذ ما يترتب عليها بموجب الاتفاقيات المبرمة بين الدولتين في أديس أبابا 2012.
وشدد الرئيس السوداني، أثناء افتتاح أعمال مجلس هيئة الشورى القومي للحزب الحاكم، المؤتمر الوطني، على أن بلاده صبرت طويلا على عدم التزام جارتها الجنوبية باتفاقات التعاون الثنائية المبرمة في العاصمة الإثيوبية يوم 27 سبتمبر/أيلول 2012، مهددا بأن الخرطوم "ستقلب الصفحة"، على حد قوله، في حال عدم تنفيذ جوبا إلتزاماتها.
أكد البشير أهمية سعي حكومة الرئيس السوداني الجنوبي سلفاكير ميارديت إلى المضي قدما في العلاقات مع الخرطوم، مضيفا أن السودان معنية بإحلال الأمن والاستقرار في جارتها الجنوبية.
وأعلن البشير أن حل مشاكل جنوب السودان ليس في أيدي الخرطوم، بالرغم من دعوات إقليمية ودولية موجهة إليها، مشيرا إلى أن تسوية الأوضاع في هذه البلاد المستقلة منذ انفصالها عن السودان تعود إلى سلطاتها حصرا.
في الوقت نفسه ذكر الرئيس السوداني أن بلاده لم ترفض قبول اللاجئين من جارتها الجنوبية، بالرغم من تلكؤ جوبا في القيام بمسؤولياتها بموجب اتفاقيات التعاون، وأعاد إلى الأذهان أن سلطات جنوب السودان هي التي قامت من جانبها بطرد أبناء العشائر السودانية ذات الأصول العربية فور إعلان استقلال الجنوب.
وأشاد البشير بواقع العلاقات بين الخرطوم وبلدان آسيا وإفريقيا، بما فيها دول الشرق الأوسط، متهما في الوقت نفسه واشنطن وحلفاءها الأوروبيين باتخاذ إجراءات من أجل "عرقلة نهضة السودان"، على حد قول الرئيس.
وأفاد الرئيس السوداني بأن 70 ألفا من سكان حلب السورية يرغبون في دخول الأراضي السودانية فرارا من جحيم الحرب الدائرة في بلادهم، واصفا السودان بأنها "قبلة لكل شعوب العالم بسبب وجود الأمن والاستقرار فيها، فضلا عن أخلاق وكرامة مواطنيها".
من جانب آخر، أفاد البشير بأنه سيتوجه في الأيام المقبلة باقتراح إلى الهيئة التشريعية القومية بإدخال تعديل دستوري يقضي بإنشاء منصب رئيس الوزراء في البلاد.