وصف منبر إعلامي فرنسي الزيارة الحالية للملك محمد السادس إلى عدة دول في شرق القارة الإفريقية بـ"الهجوم الدبلوماسي للمغرب، الذي يأتي لمواجهة النفوذ الجزائري"، معتبرا أن الهدف من الزيارة هو دفع هذه الدول إلى مساندة عودة المملكة إلى منظمة الاتحاد الإفريقي.
وأورد الموقع الإلكتروني لإذاعة "RFI" الفرنسية، المتخصصة في الشؤون الإفريقية، أن المغرب يضع على رأس أولويات الجولة التي باشرها الملك محمد السادس منذ الثلاثاء الماضي من عاصمة رواندا، كيغالي، حشد تأييد حكومات الدول التي سيزورها، وذلك "بعد ما استطاع الحصول على دعم دول غرب إفريقيا في السابق"، وفق تعبير كاتب المقال.
وسارت الإذاعة الفرنسية، ضمن مقالها التحليلي، إلى ربط التحركات الدبلوماسية والزيارات الملكية المتعددة إلى القارة الإفريقية بما وصفته بـ"الفراغ الذي خلفه سقوط نظام معمر القذافي في ليبيا"، موضحة أن "المملكة أصبحت قادرة على اللعب بحرية أكبر في القارة السمراء بعد انتهاء عصر حكم القذافي". المقال الذي جاء تحت عنوان: "المغرب يستفيد من الفراغ الذي خلفه القذافي لنشر تأثيره"، أكد كاتبه أن القذافي كان من أشد خصوم المغرب، "لاسيما أنه كان قريبا ومساندا لانفصالي البوليساريو"، على حد تعبيره، قبل أن يزيد: "كانت تجمع القذافي علاقة جيدة مع عناصر الجبهة الذين تشك الرباط في مساندتهم له في آخر أيامه ضد الشعب الليبي".
وأشارت الوسيلة الإعلامية الفرنسية المهتمة بالشؤون الإفريقية إلى الجهود المضاعفة التي بذلها المغرب من أجل ضمان تواجده في ليبيا من جديد، إذ عادت "RFI" للحديث عن دور المملكة في احتضان ورعاية المفاوضات بين طرفي النزاع في ليبيا؛ أي بين برلماني طرابلس وطبرق المعترف به دوليا، مشيرة إلى حجم الاهتمام الذي حظيت به المفاوضات الليبية من قبل المملكة، حيث اتفقت الأطراف المتنازعة على إبرام اتفاق تاريخي. وأضاف كاتب المقال أن التحدي الذي يخوضه المغرب في إطار المنافسة مع الجزائر حول النفوذ بالمنطقة المغاربية والإفريقية هو صعود قيادات حاكمة في الساحة الليبية تمثل حليفا رئيسيا يدعم المملكة في "أكبر ملف دبلوماسي، والمتعلق بالحصول على الاعتراف بسيادتها على الأقاليم الصحراوية المتنازعة عليها"، على حد قوله.