أعلنت حكومة جنوب السودان، الاثنين، أنها أعطت الحركات المسلحة السودانية مهلة 30 يوما لمغادرة البلاد، في تناقض لتصريحات سابقة أدلى بها مسؤولين حكوميين نفت استضافة أو دعم الحركات السودانية المتمردة.
وقال وزير الدفاع بحكومة جوبا كوال مانيانغ في تصريحات صحفية، أن حكومته تظل ملتزمة بالكامل بتنفيذ اتفاقية عدم الاعتداء التي وقعت مع حكومة الخرطوم.
وأوضح أن اتفاقية التعاون تطالب كلا البلدين بعدم القيام بأي أعمال عسكرية ضد الدولة الأخرى، وأنها كذلك تمنع استضافة وتسليح وتدريب وتقديم أي دعم لوجستي لأي مجموعة مسلحة معادية تعمل على تحقيق قضيتها عبر العنف وزعزعة استقرار الوضع الأمني للدولة الأخرى.
وأضاف أن حكومة جنوب السودان ملتزمة بتنفيذ اتفاقية عدم الاعتداء التي وقعناها مع الخرطوم، وزاد "بسبب هذا ولإثبات التزامنا الكامل والصادق، أمرنا المجموعات المتمردة التي تقاتل الحكومة السودانية أن تغادر بنهاية شهر نوفمبر".
ومنح عمر البشير الجمعة، دولة جنوب السودان مهلة حتى ديسمبر القادم لإنفاذ اتفاقيات التعاون التسعة التي سبق له التوقيع عليها مع رئيس دولة الجنوب سلفاكير ميارديت في عام 2012، وقال "نحن صبرنا مافيه الكفاية إلا أن شهر ديسمبر القادم سيكون موعدا للمحاسبة إما نتفق على التنفيذ أو (سنقلب الصفحة)".
وكانت الولايات المتحدة دعت، الخميس، جنوب السودان لوقف دعم الحركات المسلحة السودانية، مشيرة إلى أن تقاريرا موثوقة تؤكد إيواء جوبا لهذه الحركات، بينما رحبت حكومة السودان بالخطوة الأميركية وأكدت ضرورة التزام جنوب السودان بتعهداته.
وقال وزير الدفاع مانيانغ للصحفيين في جوبا "نتوقع من الحكومة السودانية أن تقوم بنفس الخطوة لأن هناك متمردون يعملون في السودان، وقد أعلن قائد التمرد رياك مشار حربه على شعب جنوب السودان من الخرطوم، ولدينا وثائق".
وتناقضات تصريحات وزير الدفاع بوجود المتمردين السودانين في أراضي جنوب السودان مع تصريحات سابقة لوزير الاعلام والإذاعة مايكل ماكوي في مايو الماضي نافيا استضافة بلاده لمتمردين سودانيين، وزعم بدلا من ذلك أن حكومة الخرطوم هي التي تستضيف المتمردين الذين يقاتلون من أجل طرد الرئيس سلفاكير من السلطة عبر الوسائل غير الدستورية.
وطالبت اتفاقية التعاون التي وقعها الطرفان في سبتمبر 2012، حكومة جنوب السودان بوقف دعمها للمتمردين المعارضين لنظام الخرطوم، كما وُقعت اتفاقية أخرى في أغسطس من العام الماضي بين رئيس حكومة جنوب السودان سلفا كير ميارديت ونائبه السابق رياك مشار والتي نصت على نزع السلاح وطرد المتمردين من أراضي جنوب السودان.
وتدهورت العلاقة بين الخرطوم وجوبا، بعد تحسن نسبي، إذ التزم الطرفان بدفع العلاقات للإمام، وبادرت الخرطوم بفتح الحدود في يناير الماضي، بعد أن ظلت مغلقة منذ انفصال الجنوب عام 2011، ولكنها عادت واتهمت جوبا بدعم المتمردين ضدها.
وتقاتل الحكومة السودانية الحركة الشعبية لتحرير السودان ـ شمال، في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان منذ العام 2011، ومجموعة حركات مسلحة بإقليم دارفور منذ 12 عاما.