بدأت الولايات المتحدة (الشيطان الأكبر) تتحدث عن إحتمال نشوب موجة جديدة من الخريف الوهابي (الربيع الاعرابي) قد تصيب هذه المرة موريتانيا والجزائر.. وتزامنا مع ذلك بدأت قناة الجزيرة المشبوهة باعادة بث شاهد على العصر مع الرئيس الجزائري الاسبق احمد بن بله!
لست من المتابعين للاوضاع في موريتانيا ولا اعرف الكثير عنها سوى ان صديقي وزميلي السابق "محمد عبد الله ممين" منها!، لكني على يقين بأن هذا الذي يسمونه "الربيع العربي" زوراً، والذي استطاعت قوى الشر الدولية والإقليمية ادارته باتجاه الدول التي تملك استقلالية ولو نسبية في قراراتها السيادية ومواقفها ولا تلهث وراء "ماما أميركا" او التطبيع او السير خلف البعير السعودي، نعم على يقين من انه لن يستثني الجزائر من مؤامرته.
والاسباب كثيرة.. فسجل بلد المليون شهيد ملئ بالمفاخر وبتاريخ اهله ونضالهم ومواقفهم العروبية والاسلامية، وهذا كفيل بتراكم حقد المستعمرين ومعهم بلدان "المليون بعير" او كما وصفهم وزير خارجية خليجي سابق بـ"الخرفان".. وهو على قائمة الاستهداف الصهيوإعرابي منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي.
ومما يزيد من قلقنا على أهلنا في الجزائر، تصريحات الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني خلال لقائه منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي فيدريكا موغريني، قبل ایام، والتي اشار فيها الى سعي الارهابيين (غامزاً الى داعميهم الغربيين والاقليميين) في تأسيس خلافة جديدة (على نحو خلافة البغدادي في الموصل العراقية) في شمال افريقيا.. مستغلين حالة الانكفاء الاقتصادي التي واجهتها الدول المصدرة للنفط بعد المؤامرة السعودية الأميركية في خفض سعر برميل النفط والسقوط به الى ادنى المستويات بعد ان كان قرابة 110 دولار للبرميل.. وبالطبع المشاكل البنيوية الأخرى التي يعاني منها مشروع "الدولة القومية" الذي ظهر بعد حقبة الإستعمار في خمسينيات وستينيات القرن الماضي في العديد من بلداننا.
المشروع "الصهيوإعرابي" وبعد ان الحق الدمار بأهم ثلاثة بلدان في الشرق الاوسط (العراق وسوريا واليمن) بما تمثله من ارث حضاري وثقل سكاني (مجموعها نحو 87 مليون نسمة).. والذي دمّر ليبيا وشلّ تونس وأخرج مصر من حلبة الصراع مبكرا وهي اليوم في مهب رياح الموجة الثانية من "الخريف الوهابي"، وفي كل يوم يجري تهديدها من قطر والدولة العثمانية الجديدة بـ"مكملين" و"ثورة الغلابة".. هذا المشروع يريد ان يكمل مهمته بتدمير ما تبقى من قلاع العروبة.. وفي مقدمتها الجزائر.
وخطورة وضع الجزائر المترامية الأطراف ( اكبر بلد عربي بمساحة تزيد على 2 مليون و381 ألف كيلومتر مربع، والثاني من حيث السكان بعد مصر 40 مليون و400 ألف نسمة) انها محاصرة - شرقاً - من قبل الأراضي الليبية التي اضحت مرتعا للإرهاب الداعشي والقاعدي، ومن الجنوب صحاري النيجر ومالي التي تصول وتجول فيها الجماعات التكفيرية الوهابية، وفي غربها توجد غريمتها الاقليمية التي تقودها حكومة "اخوانية"، اي المغرب.. بالطبع هناك مشاكل داخلية ايضاً وتيار سلفي قوي وبقايا مسلحي الحرب الأهلية السابقة او ما يعرف بـ"العشرية السوداء" (26 ديسمبر 1991 حتى 8 فبراير 2008).
المشروع الصهيوإعرابي يريد بعد الموصل (العراق) ادارة فيلقه المتوحش من شذاذ الآفاق والاحتفاظ به - كما ذكرت في مقالات سابقة، فالعراقيون والسوريون واليمنيون يعودون تحت عناوين واغطية الى داخل البلد وضمن مؤسساته الرسمية!.. اما الشمال افريقيين والاجانب (شيشان واوروبيين و...) فقد يجري تحويلهم الى الساحة الافريقية باعتبارها الحاضنة القادمة للفوضى الوهابية الخلاقة، الى جانب بلدان اخرى يراد لها ذلك ومنها افغانستان بشكل اشد واعنف...
نعم الهدف "الصهيوإعرابي" القادم هو منطقة تشمل غرب موريتانيا وشمالي مالي والنيجر وغرب السودان وتشاد وجنوب الجزائر.. اي يكون الإرهاب عاملا مساعدا على الفوضى والارباك في مراكز المدن كما حصل قبيل غزوة داعش للموصل في العراق عام 2014 وما كان قبلها خلال "خيام الاعتصام" التي تولت مهمة التعبئة للارهابيين التكفيريين.. ولولا فتوى المرجعية وتضحيات الحشد الشعبي والقوات الامنية العراقية لكان العراق يخوض اليوم معركة تحرير بغداد.. ان كان هناك عراق!
لا اريد هنا ان استغرق في المشكلة، بقدر ما أقدّم للحلّ... وهو بإختصار شديد، اجهاض هذا المشروع "الصهيواعرابي" بمعالجة اركانه وعناصره الاساسية، اي اجهاض الدور السعودي (الخليجي) في المنطقة.. لأن نجد هي قرن الشيطان وبؤرة مشاكل العالمين العربي والاسلامي.. ومع بقاء هذه السلطة الفاسدة في الرياض، ستبقى المؤامرة قائمة والخيانة متسربة وفي كل يوم تأخذ شكلاً آخر...