أقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الثلاثاء، قائد قوة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في جنوب السودان بعد نشر تقرير عن عجز هذه القوات عن حماية المدنيين خلال اعمال عنف وقعت في يوليو في جوبا.
وقال الناطق باسم بان كي مون، ستيفان دوجاريك، إن الامين العام للمنظمة الدولية طلب تغيير قائد قوة الامم المتحدة في جنوب السودان فورا.
وأكدت الأمم المتحدة في تقرير وضع بعد تحقيق أن جنود حفظ السلام التابعين لها في جنوب السودان ردوا بشكل "فوضوي وغير فعال" على أعمال العنف التي وقعت في يوليو في جوبا ولم يؤمنوا حماية للمدنيين من اعتداءات جنسية.
كما أن بعثة الامم المتحدة في جنوب السودان "أخفقت في التصدي" لهجوم 11 يوليو لجنود من جنوب السودان على فندق يقيم فيه موظفون في منظمات دولية.
وأظهر تحقيق للأمم المتحدة في وقت سابق اليوم الثلاثاء، أن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تقاعست في الاستجابة لصد هجوم لقوات حكومية بجنوب السودان على مدنيين في فندق تيران في العاصمة جوبا في شهر يوليو الماضي، والذي يبعد أقل من ميل عن مجمع تابع للأمم المتحدة.
ففي الثامن من يوليو الماضي إندلع القتال بين قوات الرئيس سلفاكير وحرس رياك مشار، والذي أودى بحياة أكثر من 300 شخصاً، وأسفر عن هروب المقاتلين الموالين لمشار من العاصمة جوبا.
وخلص التحقيق إلى أن البعثة لم تستجب بالشكل الفعال للعنف، وأرجع ذلك إلى الغياب العام للقيادة والاستعدادات والتكامل بين مختلف مكونات البعثة.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، الثلاثاء، إن التحقيق الخاص وجد أيضا أن تدابير القيادة والتحكم كانت غير كافية.
وذكر تحقيق الأمم المتحدة "هذه العوامل ساهمت في فشل بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان في الاستجابة لهجوم جنود الحكومة على مخيم تيرين في الحادي عشر من يوليو، وحماية المدنيين المعرضين للتهديد،ولم يتمكن التحقيق الخاص من التحقق من ادعاءات فشل حفظة السلام في الاستجابة لأعمال العنف الجنسي المرتكبة أمامهم مباشرة في السابع عشر والثامن عشر من يوليو".
وأضاف أن بعثة الأمم المتحدة واجهت مجموعة من الظروف بالغة الصعوبة، وعلقت في الخطوط الأمامية لصراع عنيف.
وخلال ثلاثة أيام من القتال، وفقا لبعض التقديرات المتحفظة، قتل ثلاثة وسبعون شخصا على الأقل من بينهم أكثر من عشرين مشردا داخليا في مواقع حماية المدنيين.
كما قتل جنديان من قوات حفظ السلام، وأصيب آخرون. وتعرض مئة واثنان وثمانون مبنى في مجمع الأمم المتحدة لإطلاق النيران وقذائف الهاون والقذائف الصاروخية.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في المؤتمر الصحفي الثلاثاء "يشعر الأمين العام بالأسى العميق إزاء تلك النتائج. ويجدد الإعراب عن غضبه بشأن أعمال العنف المرتكبة في جوبا في شهر يوليو، والاستمرار في خيانة الكثيرين من قادة جنوب السودان للشعب".
وتابع "يقر الأمين العام بأن بعثة الأمم المتحدة أنقذت مئات آلاف الأرواح خلال الأعوام الثلاثة الماضية بما في ذلك في مواقع حماية المدنيين التابعة لها، ويشيد بأفراد البعثة لتفانيهم. ولكنه يشعر بالقلق إزاء القصور الخطير، الذي حدده التحقيق الخاص، والذي بدا واضحا في فشل البعثة في التطبيق الكامل لولايتها المتمثلة في حماية المدنيين وموظفي الأمم المتحدة أثناء القتال".
وأوضح دوجاريك أن الأمين العام درس التوصيات التي قدمها التحقيق، ويعتزم تطبيقها. وأضاف أن أمين عام الأمم المتحدة سيضمن اتخاذ جميع الخطوات الضرورية لتمكين البعثة من حماية المدنيين بشكل أكثر فعالية، من خلال أمور منها المساءلة الأكبر لقيادة البعثة المدنية والعسكرية.