صادرت السلطات الأمنية، صباح الأحد، ثلاث صحف بعد طباعتها بدون إبداء اسباب، لكن صحفيون رجحوا أن يكون سبب المصادرة نشر مقالات رافضة لزيادة الأسعار، كما نفذت السلطات اعتقالات طالت قيادات في أحزاب يسارية معارضة.
وأفادت مصادر صحفية أن قرار مصادرة صحف "التيار" و"الجريدة" و"الوطن" يعود لتناولها زيادت الاسعار التى أقرتها الحكومة ورفعها الدعم عن السلع ونشرها مقالات رافضة لزيادة الاسعار تضمنت إنتقادات للحكومة وسياساتها الاقتصادية.
وصرح صحفيون في "الوطن" لـ"سودان تربيون" أن المصادرة جاءت بسبب مقال لرئيس التحرير بكري المدني، الذي كتب مقالاً بعنوان "رفع الأسعار اعلان حالة الفشل"، انتقد فيه زيادة الاسعار، ووصف البرلمان بعديم الجدوى كما عدد أسباب الفشل في الوزارات الاقتصادية.
أما صحيفة "التيار" فرجح صحفيوها أن مصادرة عدد الأحد يعود إلى مقال لرئيس التحرير عثمان ميرغني تحت عنوان "هذا أو الطوفان"، دعا فيه إلى إفساح المجال لتجربة جديدة، "بعد أن اثبت حكومة الانقاذ فشلها".
الى ذلك أعلن حزب المؤتمر السوداني في تصريح صحفي تلقته "سودان تربيون" الأحد أن جهاز الامن والمخابرات اعتقل نائب الامين الاعلامي للحزب عبد الله شمس الكون آدم، بحي الرياض شرقي وسط الخرطوم.
وأكد استمرار مقاومته ضد قمع النظام المتصاعد، وزاد "لن نسكت على اعتقال قيادات الحزب، وسيواصل الحزب العمل مع القوى السياسية للمقاومة من أجل حقوق السودانيين".
وسبق لجهاز الأمن والمخابرات أعتقال نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني، خالد عمر يوسف، من منزله بعد عودته من مخاطبة جماهيرية لحزبه بحي "الديم" جنوبي وسط العاصمة الخرطوم عقب صلاة الجمعة.
كما أعتقل جهاز الأمن عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي محي الدين الجلاد من منزله بضاحية "الحاج يوسف" ليلة السبت.
ولم يصدر من جهاز الأمن ما يفيد بسبب الإعتقال كما لم يصدر الشيوعي بيانا حول الأمر.
ونشرت الحكومة قوات أمنية في المواقع الاستراتيجية والشوارع الهامة من العاصمة تحسبا لقيام احتجاجات شعبية ضد الإجراءات التقشفية الأخيرة.
ويرجح المراقبون أن الاعتقالات ومصادرة الصحف هي تدابير احترازية تهدف لمنع تكرار سيناريو الاحتجاجات التي أعقبت رفع الدعم عن أسعار النفط للمرة الاولى في سبتمبر 2013.