اتهم الأمين العام لـ "الحركة الشعبية لتحرير السودان" باقان أموم، حزب "المؤتمر الوطني" الذي يتزعمه الرئيس السوداني عمر البشير بـ "سرقة السلطة للمرة الثانية عبر تزوير الانتخابات، بعد أن سرقها في المرة الأولى في انقلاب 1989، ليجدد استمراريته عبر تزوير الإرادة الشعبية في السودان'، مؤكداً أن البشير وحزبه 'لا يحظيان بأي تأييد في الشمال".
وقال أموم إن الحزب الحاكم "يقف عائقاً أمام أهداف القوى السياسية السودانية في تحقيق الحريات وبناء نظام ديمقراطي تعددي"، موضحاً أن "الحركة الشعبية' بصدد إقامة مؤتمر لتحالف يجمع كل القوى السياسية المشاركة والمقاطعة في الانتخابات بما في ذلك الحركات الدارفورية المسلحة، وذلك بهدف إجبار 'المؤتمر الوطني' على 'التنازل والقبول بالانتقال إلى نظام ديمقراطي".
وعن الاتفاق بين شريكي الحكم على قبول نتائج الانتخابات، قال أموم إن "الحركة الشعبية هي الحزب الذي حاز الغالبية العظمى من الأصوات في جنوب السودان، وستشكل حكومة ذات قاعدة عريضة وستشرك الأحزاب السياسية في جنوب السودان في ذلك".
واعتبر أن "الحركة الشعبية بما أنجزته في الجنوب تتطلع لأن تشارك في تشكيل حكومة الخرطوم وتمثل جنوب السودان في هذه الحكومة وهي نسبة 30 في المئة على خلفية مقاطعة الحركة لانتخابات الشمال".
ونقلت صحيفة "الجريدة" الكويتية عن أموم، قوله: "لقد تم تقديم دعم للدكتور لام أكول وتم تقديم المساعدة من قبل حكومة جنوب السودان لكل القوى السياسية بطريقة متساوية، ولام أكول أجرى حملته الانتخابية بكل شفافية، على الرغم من أنه ينفذ أجندة لعرقلة جنوب السودان سياسياً وأمنياً لصالح "المؤتمر الوطني" الذي يدعم حزب لام أكول، ونحن نؤكد أن لام أكول وحزبه صنيعة 'المؤتمر الوطني".
"رفض نتائج الانتخابات"
من ناحية أخرى، أعلنت تسعة أحزاب جنوبية رفضها وعدم اعترافها بالنتيجة التي تم إعلانها من قبل المفوضية القومية للانتخابات فيما يتعلق بانتخاب رئيس حكومة جنوب السودان وولاة الولايات الجنوبية والنواب، وقررت التقدم بطعن لإلغاء قرار المفوضية .
وقال رئيس الحركة الشعبية - التغيير الديمقراطي، والمرشح لرئاسة حكومة الجنوب لام اكول في مؤتمر صحافي إن النتائج التي أعلنتها المفوضية لانتخابات الجنوب، غير مقبولة لدينا لأنها لم تكن حرة ونزيهة وقد قام بإدارتها الجيش الشعبي وليست المفوضية، والتي قال انه لم يكن لها وجود في جنوب السودان .
وأضاف أن النتائج التي أعلنت لا تمثل النتيجة الحقيقية للانتخابات في الجنوب، وللأحزاب الجنوبية ملف مفصل حول التجاوزات والأساليب الفاسدة التي مورست هناك .
من جانبه، قرر حزب المؤتمر الشعبي برئاسة حسن الترابي التفرغ لبناء الحزب خلال الفترة المقبلة ومراجعة العلاقة مع قوى المعارضة الشمالية والحركة الشعبية في ضوء نتائج مشاركة الحزب في الانتخابات الأخيرة، مبدياً عدم حماسته لخيار تعبئة الجماهير للنزول إلى الشارع، بسبب عدم ثقته في الأحزاب الأخرى .
وقالت صحيفة محلية إن المؤتمر الشعبي عقد اجتماعاً ترأسه الترابي ناقش أسباب الخسارة التي تعرض لها الحزب والتي أرجعها لقلة الإمكانات وعدم الاستعداد الكافي، وشهد الاجتماع اختلافاً في وجهات النظر، وتمسك نائب الأمين العام إبراهيم السنوسي بتفويض الترابي لاتخاذ ما يراه مناسباً لإخراج الحزب من محنته، بينما طالب عدد من القيادات بإجراء مراجعات تنظيمية شاملة واختيار قيادات جديدة تستطيع قيادة العمل خلال الفترة المقبلة .
وحسبما ذكرت صحيفة "الخليج" الاماراتية، شن المؤتمر هجوماً على الحركة الشعبية بسبب ما اعتبره نقضاً مستمراً للعهود مع أحزاب المعارضة للوصول إلى نتائج آنية مع المؤتمر الوطني واستخدام تحالف جوبا للضغط على شريكها في السلطة . كما اعتبر أن انكفاء الحركة على الجنوب وتركها للشمال لأسباب عنصرية جعل صورتها مهزوزة أمام الرأي العام .
من جهته، أعلن زعيم حزب الأمة، الصادق المهدي أن نتائج الانتخابات مزورة، ورأى أن الوضع الداخلي يساعد على انفصال الجنوب .
وقال المهدي، خلال ندوة منظمة التضامن الآسيوي الإفريقي في القاهرة، أمس، إن كل القوى السياسية السودانية، عدا حزب المؤتمر الوطني الحاكم اعتبرت الانتخابات مزورة .
وأعرب عن تخوفه من أخطار تحيط بالسودان من نتائج هذه الانتخابات قائلا إن هذا المناخ يمهد بانفصال الجنوب، فكل قوى دارفور الحاملة للسلاح لا تعترف بنتائج هذه الانتخابات، كما يمهد لصراع حول الحريات بين الحزب الحاكم والأحزاب الأخرى .