أعلنت حكومة جنوب السودان أنها سحبت قواتها من الحدود المشتركة مع السودان تنفيذاً لبنود اتفاقية أمنية ضمن اتفاقات التعاون المشترك الموقعة بين الخرطوم وجوبا بأديس أبابا في العام 2012.
وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد أمهل في أكتوبر الماضي دولة جنوب السوودان حتى نهاية العام الحالي لإنفاذ الاتفاقات الموقعة بين البلدين "وإلا سيتم قلب الصفحة".
ووقع البلدان في الخامس من يونيو الماضي عقب اجتماع للجنة السياسية الأمنية المشتركة برئاسة وزيري دفاع البلدين بالخرطوم، على حزمة قرارات أمنية بينها إعادة انتشار الجيش في البلدين فورا على طول المنطقة المنزوعة السلاح وإقرار خطة لإيقاف دعم وإيواء المتمردين، وفتح المعابر على مرحلتين.
وقال وزير الدفاع في حكومة جنوب السودان كوال مانيانغ، يوم الثلاثاء، إن الخطوة تأتي تماشيا مع الترتيبات الأمنية بموجب اتفاقات التعاون الموقعة بين البلدين في 27 سبتمبر 2012.
ولفت إلى أن الاتفاقية تطالب الخرطوم وجوبا بسحب قواتهما من الحدود فورا وبلا شروط، مضيفاً أن انسحاب القوات من المناطق الحدودية المشتركة سيتبعه إنشاء بعثة تحقق مشتركة للحدود ومنطقة عازلة.
وينتظر أن تكون المنطقة الآمنة منزوعة السلاح بطول 2100 كلم وعمق 12 ميل، (20 كلم)، بإنسحاب كل طرف 6 أميال، (10 كلم)، بجهة الشمال والجنوب من خط حدود الأول من يناير 1956، على أن تتم مراقبتها بواسطة قوة مشتركة والقوات الأممية المؤقتة في أبيي (يونسفا).
وتهدف المنطقة العازلة الى تجنب الاشتباكات المسلحة على المناطق المتنازع عليها بين الجانبين ومنع الهجمات عبر الحدود من قبل المتمردين من الجانبين.
من جانبه أكد المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان العميد لول كوانغ أن الانسحاب يعتبر تنفيذاً على ما اتفق عليه قادة البلدين خلال سلسلة من الاجتماعات التي عقدت أخيرا.
ووصف العميد كوانج انسحاب القوات من الحدود المشتركة بأنه خطوة مهمة لتنفيذ اتفاقات التعاون، مشدداً أن عملية الانسحاب تقلل التوترات وتسمح بالتنفيذ الكامل للاتفاقات بما في ذلك حرية تنقل الأشخاص والبضائع وغيرها.
وكان مسؤول حكومي في ولاية النيل الأبيض السودانية والمتاخمة لجنوب السودان قد أفاد الأسبوع المنصرم بأن جيش جنوب السودان لم يسحب قواته 10 كلم جنوبا، التزاما بالمنطقة الآمنة المنزوعة السلاح بين البلدين، بينما سحب الجيش السوداني قواته شمالا.
وقال الجيش السوداني، في 26 يونيو الفائت، إنه أكمل إعادة انتشار قواته خارج المنطقة الحدودية الآمنة المنزوعة السلاح مع جنوب السودان، ورفع تقريراً بذلك إلى الآلية الأفريقية رفيعة المستوى.