اعترضت الحكومة التونسية على أن يكون الحكم على الصحفي والمعارض التونسي توفيق بن بريك جاء بسبب قضية تتعلق بحرية التعبير، وذلك رداً على تصريح وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير.
وأوضحت وزارة الخارجية التونسية أن "العلاقات التونسية الفرنسية الممتازة ذات طبيعة تسمح بالتباحث في كل المسائل التي تعني البلدين من دون أي حصرية. إلا أنه من الأهمية بمكان تذكير كوشنير بأن الجرائم التي حكم بن بريك بسببها بالسجن لا علاقة لها بحرية الصحافة أو الرأي"، وذلك حسبما جاء بجريدة "الاتحاد" الاماراتية.
وبحسب المصدر نفسه، فإن "بن بريك أقر بالفعل بذنبه في جرائم الضرب والجروح المتعمدة وتخريب أملاك الغير والإساءة إلى الأخلاق ، وذلك بعد اعتدائه على امراة أمام شهود".
وقد أفرج عن بن بريك الثلاثاء، بعد ستة أشهر من الحبس وأمضى بالكامل عقوبته التي أنزلت به في 26 نوفمبر في المحكمة الابتدائية، وفي 29 يناير في الاستئناف.
وكان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير قد أعرب أمس الأول، عن ارتياحه لخروج الصحفي التونسي توفيق بن بريك من السجن بعدما أمضى عقوبة ستة أشهر حكم بها عليه في قضية عنف في محاكمة وصفت بأنها سياسية.
وقال كوشنير في بيان "لقد علمت بارتياح بخروج الصحفي التونسي توفيق بن بريك هذا اليوم من السجن " ، مؤكداً "تمسك فرنسا بحرية التعبير في كل أنحاء العالم".
وأضاف الوزير الفرنسي "أشاطر أسرته وأقاربه فرحتهم وأعرب عن سعادتي بنهاية هذه القضية التي تابعناها من كثب في الأشهر الأخيرة"، مذكراً بأنه بحث هذه القضية مع نظيره التونسي كمال مرجان أثناء زيارة قام بها لتونس منتصف أبريل.
وأكد كوشنير أن "علاقات الصداقة والتعاون الوثيق القائمة بين فرنسا وتونس تسمح بالتطرق إلى كل المواضيع بصراحة".
وندد بن بريك الذي كان نشر كتابات انتقد فيها النظام التونسي في وسائل إعلام فرنسية، بمحاكمته التي اعتبرها مناورة هدفت لإسكاته.
وأمس أصر بن بريك على أن القضية التي تم تتبعه فيها "لفقتها" له أجهزة الأمن التونسية لمعاقبته على كتاباته. وأنكر بن بريك، في مقابلة بمنزله بالعاصمة تونس مع وكالة الأنباء الألمانية “الأفعال المنسوبة إليه”، وقال إن الشرطة زورت توقيعه أسفل محضر القضية.
وأضاف:" أنا صحفي مقلق (للسلطات) ومغضوب علي منذ سنوات بسبب كتاباتي لذلك لفقوا لي قضية وأرسلوني إلى واحد من أسوأ سجون البلاد معتقدين أني سأتوب هناك"، واصفاً المعاملة التي لقيها خلال فترة اعتقاله بأنها كانت "سيئة جداً".