أعلن الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، الحداد الوطني لمدة ثمانية أيام ابتداء من اليوم الأحد 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2016 إثر وفاة الزعيم التاريخي للثورة الكوبية فيدل كاسترو، معتبرا رحيله "خسارة كبرى للشعب الجزائري".
ونقل بيان لرئاسة الجمهورية الجزائرية إعلان الحداد، كما بعث بوتفليقة برقية تعزية إلى رئيس مجلس الدولة راؤول كاسترو روز إثر وفاة شقيقه، جاء فيها:"برحيل هذا الرجل الفذ، أفقد أنا بالذات صديقا رافقني ورافقته طيلة نصف قرن من الزمن، كما أن رحيله يعتبر خسارة كبرى للشعب الجزائري، الذي يبادل الكومندانتي الإكبار والإعجاب والمودة".
وتابع بوتفليقة: "علاقتنا تستمد مثاليتها من تقاسم بعض صفحات من تاريخ التحرر الوطني المجيد التي كان فيها للقائد الكبير محل الصدارة إلى جانب الشعب الجزائري"، متحدثًا عن علاقة البلدين في عهد كاسترو تحولت بعد الاستقلال إلى "تضامن ودعم لإعادة بناء ما دمرته الحرب الاستعمارية التي أتت على الأخضر واليابس".
وأضاف الرئيس الجزائري: "برحيل فيديل كاسترو، تطوى صفحة من تاريخنا المعاصر، إذ كان في لب كل الأحداث التي صنعت القرن العشرين، وشاهدا يتمتع بحصافة لا تضاهى"، متابعًا: "سبق لي أن قلت إن لفيديل القدرة النادرة على ولوج المستقبل والرجوع ليحدثنا عنه".
وجاء كذلك في البرقية إن الراحل "جدير بأن يكون في مصف الرجال الأفذاذ الذين استبقوا وعايشوا الديناميات التي طبعت عالمنا ببصماتها.. إنني أحيي فيه المنافح الصادق عن قيم السلم واحترام السيادة الوطنية والمكافح المخلص في سبيل حق الشعوب في تقرير مصيرها، وأشيد فيه بالمحامي الشاب الذي خاض خطوب الدفاع عن قيم العدل النبيلة، وبالقائد الثوري النادر المثيل، وبمؤسس أمته وقائدها المتبصر الحكيم وبرجل الدولة المحنك".
وتحدث بوتفليقة: "استطاع فيديل كاسترو أن ينتزع إعجاب الجميع بما فيهم ألذ خصومه وبقي في الوقت نفسه، وفيا لتلك القيم والمثل التي نذر لها حياته.. إن المعجبين به يرون فيه ما يرمز إلى الكفاح الذي به كسر نير الاستعباد والقهر. إن هذا القائد الكبير سيبقى عَلما ليس له مثيل وللأجيال رمزا للشهامة والكرم والاستقامة".