نفذت أسر معتقلين سياسيين في العاصمة السودانية، السبت، وقفة احتجاجية امام أسوار سجن كوبر،قبل أن تتوجه الى أحد مقار جهاز الأمن المعروفة بضاحية الخرطوم بحري.
ورفع عشرات من أسر المعتقلين واصدقائهم لافتات تطالب باطلاق سراح د. مضوي ابراهيم -استاذ الهندسة بجامعة الخرطوم والناشط البارز في مجال حقوق الانسان- و ادم الشيخ ، ومنى عبيد، الذين تم اعتقالهم منذ اوائل ديسمبر الماضي ولم يسمح لأسرهم بمقابلتهم.
ومضت الاسر في مسيرة احتجاجية حتى مكاتب الامن السياسي بقرب موقف شندي.
ويشار إلى أن مضوي حاز في العام 2005 على جائزة من منظمة "فرونت لاين ديفندرز" ـ المؤسسة الدولية لحماية المدافعين عن حقوق الإنسان ـ والتي مقرها في دبلن بإيرلندا.
وقالت اسرته انهم علموا بأن مضوي معتقل بالأمن السياسي في الخرطوم بحري، لكن جهاز الأمن لم يسمح لهم حتى الآن بمقابلته.
وتشير "سودان تربيون" إلى أن مضوي خضع أخيرا لعملية قلب، كما أنه يعاني من "حساسية"، ويتعاطى أقراصا لمعالجتها بصفة دائمة.
وكانت منظمة العفو الدولية قالت في بيان صدر في 8 ديسمبر ان اعتقال مضوي إبراهيم آدم "دليل آخر على عدم تسامح الحكومة مع الأصوات المستقلة".
وأشارت إلى أنه تم اعتقال مضوي من قبل عناصر تابعة لجهاز الأمن والمخابرات من جامعة الخرطوم، حيث يعمل كأستاذ للهندسة واقتيد إلى مكان مجهول، ولم يتم إبلاغه بأسباب القبض عليه أو توجيه أي تهمة إليه.
وحذرت المنظمة من تعرض مضوي لخطر التعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة.
وأفاد نائب المدير الإقليمي لمنظمة العفو الدولية لمنطقة شرق أفريقيا والقرن ومنطقة البحيرات الكبرى ميشيل كاغاري، قائلا: "هذا القمع الوحشي وعدم احترام حقوق الإنسان يجب أن تكون له نهاية".
وتابع "يجب على السلطات فورا ودون قيد أو شرط الإفراج عنه وجميع المعتقلين الآخرين الذين تم اعتقالهم بشكل تعسفي، واتخاذ التدابير اللازمة لكبح جماح القوة المفرطة من جهاز الأمن والمخابرات السوداني".
يذكر أن مضوي "58 عاما"، عمل على نطاق واسع على قضايا حقوق الإنسان في جميع أنحاء السودان. واغلقت السلطات السودانية في مارس 2009 منظمة السودان للتنمية الاجتماعية "سودو"، التي يديرها.
وأكدت المنظمة أنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها مضوي للاعتقال حيث جرى توقيفه من قبل الأمن السوداني في ديسمبر 2003 لمدة 8 أشهر بسبب نشاطه في ملف دارفور، كما ألقي القبض عليه في يناير 2005 في ظروف مشابهة وأحتجز لشهرين، قبل أن يعتقل في مايو من ذات العام لثمانية أيام.
وعلى صعيد اخر أصدرت أسرة صديق يوسف ، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني والبالغ من العمر85 عاما والمعتقل منذ ديسمبر الماضي بيانا ناشدت فيه القوى السياسية والمنظمات الحقوقية بالعمل على إطلاق سراحه، وصرحت فيه بتدهور الحالة الصحية ليوسف اثر السماح لهم بمقابلته الاسبوع الماضي.
وتستمر اجهزة الامن السودانية في اعتقال عشرات من الناشطين لديها بعد تنامي دعوات العصيان المدني في 27 نوفمبر و19 ديسمبر الماضيين.