كشف تقرير للجنة أطباء السودان المركزية، الإثنين، عن وفاة 8 أشخاص، وأصابة حوالي 342 آخرين بعدة ولايات في ثاني موجة خلال خمسة أشهر لما يشتبه أنه إصابة بوباء "الكوليرا" وما تعده السلطات الحكومية "إسهالا مائيا".
وقالت لجنة أطباء السودان، وهي كيان موازٍ لاتحاد نقابات المهن الطبية والصحية واتحاد الأطباء المعترف بهما من قبل الحكومة، في تقرير "أثبتت الفحوصات المبدئية لتزريع عينات من الإسهال أنها حالات كوليرا، وننوه إلى أن حالات الوبائيات يتم تأكيدها في معمل مرجعي وإعلانها من قبل إدارة الوبائيات".
وأوضح التقرير الذي تلقته "سودان تربيون"، يوم الإثنين، حالات الإصابات المسجلة في ولايات الخرطوم والجزيرة والبحر الأحمر، ولفت إلى أن لجنة أطباء السودان المركزية وعبر سعيها لجمع المعلومات ونشرها تشير إلى "أن مثل هذه الحالات يجب التعامل معها بمنتهى الجدية والحرص على سلامة المرضى والحد من انتشار الوباء".
وتابع قائلا "المرض سريع الإصابة للمعايشين للمريض إذ أن مريض الكوليرا لا ينتظر كثيرا حتى توافيه المنية ما لم تتم إجراءات علاجه المستعجلة وما لم تتخذ الجهات المسؤولة إجراءات سليمة لدحر الوباء وهو ما لم يحدث حتى الآن".
وطالبت اللجنة في تقريرها بأن يتم التعامل مع الحالات وفق ما هو معلوم من خطوات متفق عليها علميا بفحص الحالات وإعلان ما تم التوصل إليه بكل شفافية حتى يتسنى للجميع المشاركة في إنقاذ حياة المواطنين والحد من انتشار الوباء في كل بقاع السودان".
وذكر التقرير أن مستشفى "أحمد قاسم" بمدينة الخرطوم بحري استقبل 51 طفلا مصابا بإسهال مائي حاد جميعهم من خلوة في ضاحية "عد بابكر" بشرق النيل، مشيراً إلى إيقاف دخول الحوادث واستقبال المرضى بالمستشفى.
وفي مستشفى "البان جديد" بلغ عدد المرضى يوم الجمعة 61 مصابا بالإسهال المائي الحاد وتبدو عليهم علامات فقدان السوائل واستقبل المستشفى يوم السبت 20 حالة، وأشار التقرير إلى تكتم إدارة المستشفى على الحالات وتحذيرها للطواقم الطبية العاملة عن نشر معلومات أو وصف الحالات بأنها "كوليرا".
وأفاد التقرير بأن مستشفى "التميز" استقبل 14 مصابا محولين من مستشفى "أحمد قاسم"، يضاف إليهم 25 مريضا بالإسهال المائي الحاد من نفس المنطقة في شرق النيل وتم عزلهم في أحد عنابر المستشفى.
وأضاف أن الحالات في طوارئ مستشفى ود مدني بلغت 11 إصابة حولت إلى "الكرنتينة"، مشيرا إلى عدم وصول تنائج العيانات حتى الآن وسط تكتم من الوزارة على الحالات.
وأكد التقرير تسجيل 160 حالة أسهال مائي حاد في جبيت بولاية البحر الأحمر، منومين في المستشفى من بينهم طلاب بكلية التربية، مشيرا إلى تسجيل 8 حالات وفاة جراء المرض، وسط إنعدام المعينات الأساسية من محاليل وريدية وأدوية منقذة للحياة.
ولفت إلى تسجيل عدد كبير من إصابات الإسهال المائي في مدينة سواكن بولاية البحر الأحمر من دون تسجيل حالات وفيات ووسط غياب لاحصاءات موثوقة.
وكانت وزارة الصحة السودانية أعلنت في 23 سبتمبر الماضي البلاد خالية من الإسهالات المائية واكتمال السيطرة على الوباء خاصة بولاية النيل الأزرق أكثر الولايات تأثراً، معلنة مصرع 55 شخصا جراء الإسهالات المائية وإصابة 2619 شخصا بالمرض.