بدأ صبر الليبيين ينفد من التناحر السياسي الجاري بين حكومتي الوفاق والإنقاذ، خاصة مع تحول العاصمة إلى مسرح لاشتباكات متكررة بين فصائل وميليشيات موالية لكليهما.
وتظاهر عدد من أهالي وسكان حيّ الأندلس وسط العاصمة طرابلس، مساء الجمعة، احتجاجاً على عدم خروج مجموعات مسلحة قادمة من خارج المنطقة. وأغلق المتظاهرون كافة الطرق في الحيّ بالحواجز وأحرقوا إطارات السيارات، محذرين من تصعيد خطواتهم الاحتجاجية في حال لم يخرج المسلحون من المنطقة.
والكتائب التي دخلت الحي منذ أقل من أسبوعين، تسمّي نفسها "الأمن الرئاسي" التابع لحكومة الإنقاذ التي يترأسها خليفة الغويل، وغير المعترف بها دولياً. وفي السياق ذاته، أعرب "تجمّع أهالي وسكان طرابلس المركز"، عن تأييده لمطالب خروج المجموعات المسلحة من الحيّ بعد ارتفاع حالات الخطف والقتل. ودعا التجمع في بيان له جميع مناطق وأحياء طرابلس إلى الوقوف لدعم السكان في مطالبهم لإخلاء الحيّ من "المجرمين".
وتعيش طرابلس حالة من الانفلات غير المسبوق في ظل الاشتباك القائم بين حكومة معترف بها دوليا وهي حكومة الوفاق، وأخرى غير معترف بها وهي حكومة الغويل المحسوبة على جماعة الإخوان. ودفع هذا الاشتباك باستنجاد كل منهما بميليشيات الأمر الذي أثار مخاوف المواطنين لأن تتحول المدينة إلى حلبة صراع دموية. ويرى محللون أن ما يحدث يعكس فشل حكومة الوفاق في فرض نفسها على الساحة الليبية، وضبط الأمن. وكان وزير العمل والتأهيل بحكومة الوفاق الوطني الليبية، علي قلمة التباوي، قد أعلن الجمعة استقالته من منصبه، بسبب الميليشيات.