قالت بعثة للمراقبين الدوليين الاثنين إن فرز الأصوات بعد الانتخابات التي جرت في السودان الشهر الماضي اتسم بالفوضى وكان عرضة للتزوير، مما يثير القلق بشأن دقة النتائج.
وكانت الانتخابات التي استمرت خمسة أيام أول انتخابات متعددة الأحزاب في السودان منذ 24 عاما، لكنها شهدت مقاطعات ومزاعم تزوير من جانب المعارضة، كما قالت بعثات المراقبين إن الانتخابات لم تف بالمعايير الدولية.
وقال مركز كارتر في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه إن "عملية فرز الأصوات في السودان سادتها فوضى بدرجة كبيرة وكانت مفتقرة إلى الشفافية وعرضة للتلاعب الانتخابي".
وأضاف المركز في بيانه أنه "يشعر بالقلق بشأن مدى دقة النتائج الأولية التي أعلنتها المفوضية القومية للانتخابات".
وأكدت نتائج الانتخابات فوز الرئيس السوداني عمر حسن البشير بفترة رئاسية جديدة حاصلا على 68% من الأصوات، في حين أعيد انتخاب سلفاكير ميارديت بنسبة فاقت 90% من الأصوات رئيسا لحكومة الجنوب الذي سيجري استفتاء على الاستقلال أوائل العام القادم.
ورغم أنه لم تعلن نتائج الانتخابات البرلمانية بالكامل فإن حزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي يتزعمه البشير وحلفاءه فازوا -فيما يبدو- بمعظم المقاعد في الشمال.
وحققت الحركة الشعبية لتحرير السودان التي يتزعمها سلفاكير فوزا ساحقا في الجنوب. وقالت أحزاب المعارضة الشمالية القليلة التي شاركت في الانتخابات إنها فازت بمقعدين فقط في البرلمان السوداني المؤلف من 450 مقعدا، مضيفة أن الفارق الضخم الذي فاز به مرشحو حزب المؤتمر الوطني دليل على التزوير.
وينفي حزب المؤتمر الوطني أي مخالفات، قائلا إن المعارضة ضعيفة ولا تتمتع بالكفاءة. كما شكت المعارضة الجنوبية أيضا من الترهيب والمضايقات والتلاعب في النتائج.
قلق ودعوة
ونشر مركز كارتر -الذي يرأسه الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر- نحو 70 مراقبا، وعبر عن قلقه من أنه تم الالتفاف على نظم النتائج والإجراءات الأمنية الداخلية أثناء فرز الأصوات.
وقال المركز إنه في سبع ولايات تم منع مراقبيه من الإشراف على عملية فرز الأصوات.
وأشار إلى أن العديد من مراكز الاقتراع شهدت إقبالا على التصويت بلغ 100%، أو أنه أعطي لمرشح واحد أو حزب واحد 100% من الأصوات، وخاصة في شرق السودان وجنوبه.
وحث مركز كارتر المفوضية القومية للانتخابات في السودان على مراجعة النتائج.