أغلق سكان بلدية العيون الحدودية هذا الصباح الطريق الوطني رقم 44 في وجه المركبات العابرة نحو مركز البلدية ومعبر ملولة على الحدود مع تونس، وذلك احتجاجا على الانقطاعات المستمرة للمياه التي وصلت إلى أكثر من أسبوعين قلبت حياة المواطنين خاصة مع الحرائق التي اندلعت في مختلف الغابات المحيطة بهم وأدت إلى ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة، إلى ضنك ومعاناة كبيرة مع رحلات البحث عن الماء من المواقع البعيدة وانتظار الصهاريج المتنقلة لشرائه بأسعار أنهكت جيوبهم.
ومن بين الأسباب الأخرى، الانقطاعات المفاجئة والمتتالية للتيار الكهربائي وضعف شدته التي حرمتهم من تشغيل وسائل التبريد الضرورية في مثل هذا الفصل، الأمر الذي جعلهم، أمام السبات العميق الذي تغط فيه السلطات المحلية ومؤسسة الجزائرية للمياه التي لم تحرك حسب ما كشفه ممثل عن المحتجين ساكنا رغم الشكاوى العديدة التي بعثوا بها إليهم، مما زاد من حدّة الإحساس بالغبن والسخط فقاموا بغلق الطريق الوطني، أين التقوا عند نقطة واد الزين بمدخل البلدية واستعملوا الحجارة وأغصان الأشجار والكتل الصخرية ومنعوا عشرات السيارات الداخلة إلى البلدية والذاهبة إلى تونس من المرور مما اضطر السائقين إلى الالتفاف عبر مسالك أخرى أو العودة من حيث أتوا.
وقد التحق عناصر من الدرك الوطني بالمكان وقاموا بمراقبة الاحتجاج ومتابعة تطوراته عن قرب، بينما رفض المحتجون الالتقاء بالسلطات المحلية لعدم جدوى الحوار معها بسبب عدم الاستجابة لذات المطالب التي وعدوا بها في لقاءات سابقة وطالبوا بتدخل الوالي شخصيا لعرض معضلتهم عليه علّه يحرك المياه الراكدة ويضغط على الجهات المسؤولة كي تحل مشكلة انقطاعات المياه التي تعتبر مشكلة غريبة في بلدية تسمى العيون، تشتهر بكثرة المنابع المائية التي توجد في مختلف مناطقها الغابية كعين الذيبة وعين الدمنة وعين الساقومة وعين أم الجرادق وقائمة أخرى طويلة.