وصف النائب السابق للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه، تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" بأنه صنيعة أميركية نجحت في استهداف الإسلام السني في العراق وسوريا، وشكك في صحة عمليات الإعدام الجماعي التي نفذها التنظيم.
وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف اختصاراً بـ "داعش"، هو تنظيم متطرف ومسلَّح تفنن في تنفيذ عمليات إعدام مثيرة مثل الذبح بشكل جماعي أو رمي ضحاياه من بنايات شاهقة أو حرقهم مثلما حدث مع الطيار الأردني معاذ الكساسبة في فبراير 2015.
وقال طه في تسجيل صوتي أثناء مخاطبة أقامها بمنزله لشباب من مجموعة (السائحون الوطنيون) ومنتسبين لقوات (الدفاع الشعبي)، خلال يوليو الماضي،وأحيطت تفاصيلها بسرية عالية إن "داعش فزاعة رفعت في العراق باسم اقامة الدولة الإسلامية في العراق والشام للقضاء على الإسلام السني هناك وقد تم ذلك".
واعتبر أن "داعش" كانت معركة فكرية أدارها الغرب للحيلولة دون انتشار الإسلام في معقل داره وتأثيره على مكونات حضارته، قائلا "الغرب يوقن بخسارته للمعركة الفكرية والثقافية فلجأ للتشويش على صورة الإسلام بداعش".
وتابع "الخواجات يدركون لو أن الأمر ترك للمناظرات وحقوق الإنسان والحريات والحجة بالحجة والمجادلات الفكرية، فإنهم سيخسرون.. إذن فلا بد من التشويش وإحكام السيطرة وخنق المسألة، وهكذا يفعل الفراعنة والطغاة على مراحل التاريخ".
وأشار طه في التسجيل الذي تسرب لـ (سودان تربيون) إلى أن الحديث قل نحو 3 سنوات عن أن "داعش" صنيعة أميركية كان يواجه بالاستنكار، موضحا أن "الشباب السودانيين الذين إلتحقوا بتنظيم الدولة الإسلامية واستشهدوا سيبعثون على نياتهم".
وأضاف "لو ربنا نفخ فيهم الروح وعادوا ونظروا للأمور لما إلتحقوا بداعش ولأدركوا أنها صنيعة وواحدة من أدوات التشويش".
وإلتحق العشرات من الشباب والشابات في السودان بـ "داعش" في ليبيا والعراق وسوريا وسقط ما لايقل عن مائة منهم قتلى في مواجهات مختلفة بكل من العراق وسوريا وليبيا.
وقال طه إن التشويش عبر داعش كان معركة "فكرية متقدمة" استخدمت فيها صور تزويج الفتيات بين منسوبي التنظيم لتنفير الناس عن دعوة الإسلام، وشكك في صحة الصور التي بثتها داعش للإعدامات الجماعية وحرق الطيار الأردني، موضحا أن القصد منها كسر المسلمين والتشكيك في أن الإسلام هو البديل والمنقذ والمخلص.
وتساءل قائلا "من يؤكد أن الاعدامات بتلك المشاهد صور حقيقية.. مقيدين ولابسين أحمر وناس شايلين سكاكين، وذبحوهم بتلك الكيفية.. صور تجعل حتى المسلم يتخذى وينكسر وخوفت الآخرين وجعلتهم يبتعدوا ويرتعدوا".
وأكد أن ما يدلل على فرضية أن تنظيم الدولة الإسلامية "صنيعة" هو اختفاء داعش والآلاف من قواتها التي قاتلتها القوات العراقية والأميركية وقوات التحالف من دون أن يكون هناك قتلى أو أسرى من التنظيم المتطرف، وقال "أين هي قوات داعش.. هل هم خفافيش ظلام.. طاروا في الهواء، أم تبخروا؟.. لا توجد داعش".
وأشار إلى أن المحصلة والنتيجة النهائية هي أن السنة في العراق أبيدت تماما، وزاد "ماذا بقي من العراق السني؟، من بقي أبيد أو شريد أو طريد أو نازح ولاجئ.. لم يبقى إلا الشيعة وأطراف أخرى وهو ما يحدث في سوريا الآن".
واستدل بمظاهر الخراب والدمار التي لحقت بمدينة الموصل أكبر مدينة سنية في العراق.