وجّهت وزراة الداخلية والجماعات المحلية تعليمات مستعجلة إلى الولاة والمصالح الأمنية لحماية الأئمة من الاعتداءات المتكررة التي أصبحت تستهدفهم في الفترة الأخيرة داخل المساجد وخارجها. وطالبت بضرورة توفير كل الظروف المواتية من أجل ممارسة مهامهم النبيلة.
واستجابت مصالح نور الدين بدوي، للنداءات المتكررة التي رفعها الأئمة في الآونة الأخيرة بخصوص ظاهرة الاعتداءات التي تعرض لها أئمة في مناطق متفرقة من الوطن.
وأفادت في بيان لها السبت، تسلمت "الشروق" نسخة منه، بأن "وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة الإقليمية واعية بالانشغالات الأخيرة لائمتنا بخصوص الاعتداءات التي تعرضوا لها مؤخرا بالضرب والشتم، التي تبقى معزولة".
وأكدت الجهة الوصية أنها اتخذت بصورة آنية كل الإجراءات اللازمة أمام هذا الوضع وذلك بإسداء أوامر مستعجلة للسيدات والسادة الولاة وكذا مصالح الأمن الوطني قصد ضمان أمن وسكينة أئمتنا وتوفير كل الحماية لهم والظروف المواتية من أجل ممارسة مهامهم النبيلة.
وبهذا الخصوص، ثمن الأمين العام للتنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية، الشيخ جلول حجيمي، في تصريح لـ"الشروق"، قرار وزارة الداخلية بتوفير الحماية للأئمة، مشيرا إلى أنه يتوجب على كل مؤسسات الجمهورية التجند من أجل التصدي لهذه الظاهرة لوضع حد لتصاعد موجة العنف ضد الأئمة لأنها أخذت منعرجا خطيرا".
وقال حجيمي إن هذه الحوادث المتكررة التي وصفها بـ "الظاهرة الغريبة والدخيلة"، تعود في غالب الأحيان إلى خلافات في القناعات والمرجعية الدينية، داعيا إلى محاسبة المتورطين وتوقيف المشتبه فيهم ومحاسبتهم أمام العدالة حتى يكونوا عبرة لمن يريد الإضرار بمن يسهمون في حماية المرجعية الدينية للبلاد عن طريق تأمين بيوت الله والتصدي لكل الخطابات المتشددة والأفكار الدخيلة". كما دعا حجيمي وزير العدل حافظ الأختام، الطيب لوح، إلى تحمل مسؤولياته بهذا الخصوص.
وتفاجأ الرأي العام في الآونة الأخيرة من ظاهرة الاعتداءات على الأئمة في عدة ولايات، كوهران التي اهتزت على إثر تعرض أحد الأئمة للضرب والتعنيف، من طرف بعض الأشخاص "المتشددين" بعد منعه من الصلاة بالمواطنين قبلا، ما استوجب نقله للعلاج. وليست هذه الحادثة الوحيدة، حيث شهدت ولايتا سكيكدة والشلف أحداثا مأساوية مشابهة.
وأمام هذا الوضع القائم، طالب الأئمة السلطات بتوفير الحماية القانونية لهم من خلال إصدار قانون يجرّم التعدي على الإمام، وإلحاق أشد العقوبات بالمعتدين على الأئمة، مهددين بتنظيم احتجاجات عارمة في حال استمرار الوضع على حاله وتسجيل حالات اعتداء جديدة.