ذكرت تقارير صحفية أن القاهرة قدمت مبادرة جديدة للأطراف السودانية في الخرطوم وللرئيس عمر البشير، وكذلك إلى زعيم الحركة الشعبية في جنوب السودان ونائب الرئيس السوادني سلفا كير، تستهدف الحفاظ علي وحدة واستقرار السودان وتجاوز عملية التقسيم وتجميد قرار الاستفتاء المقرر في شهر يناير/كانون ثاني المقبل علي خيار الوحدة.
وقالت مصادر مصرية سياسية رفيعة لصحيفة "الدار"الكويتية: "إن مضمون المبادرة المصرية قدمه كل من وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ورئيس جهاز المخابرات الوزير عمر سليمان، خلال زيارتهما إلى كل من الخرطوم وجوبا، حيث التقيا مع الرئيس البشير ونائبه سلفا كير كل على حدة، وقدما لهما مضمون هذه المبادرة".
وكشفت المصادر عن أن المبادرة في حال موافقة الطرفين عليها تنص على استضافة القاهرة بالتعاون مع دول عربية رفيعة كالمملكة العربية السعودية وليبيا ورئاستي الجامعة العربية والاتحاد الافريقي، لمفاوضات ماراثونية بين مختلف الأطراف السودانية في أواخر الصيف، للبحث في الحفاظ علي وحدة واستقرار وسلامة أراضي السودان موحدة، مقابل تعهدات عربية بإنشاء صندوق مالي لتعمير وإقامة مشاريع اقتصادية عملاقة في جنوب السودان، وحل مشاكل دستورية وقانونية مع الخرطوم.
ومن المقرر أن يقترع جنوب السودان المنتج للنفط في يناير عام 2011 على الانفصال، في استفتاء تحدد موعده في اتفاق السلام الذي أنهى الحرب الأهلية التي استمرت أكثر من 20 عاماً، مع الشمال.
وأقام اتفاق السلام الشامل لعام 2005 الذي أنهى الحرب بين الشمال والجنوب حكومة ائتلافية في الخرطوم وحكومة متمتعة بحكم ذاتي محدود في الجنوب. والى جانب الاستفتاء وعد أيضا بإجراء انتخابات وطنية مقررة في فبراير عام 2010 وتقسيم عائدات النفط بين الجانبين.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يختار الجنوبيون الاستقلال في الاستفتاء لكن المحللين حذروا من خطورة العودة إلى الصراع إذا عرقل الشمال الاقتراع أو رفض تسليم السيطرة على حقول النفط الجنوبية المربحة.