كشف مسؤول بالبرلمان السوداني عن تراجع مريع فى صادرات بلاده من الصمغ العربي فى وقت هدد وزير التجارة بـ "قطع أيدي" مهربي السلعة.
وقال رئيس لجنة الصناعة والتجارة بالمجلس الوطني عبدالله علي مسار فى ورشة "إنتاج الصمغ العربي وافاق الصناعة والتسويق" عقدت الإثنين، بالبرلمان إن صادرات الصمغ العربي للخارج تراجعت من 100 الف إلى 12 الف طن خلال السنوات الماضية.
وأضاف "تراجع تصدير الصمغ العربي مؤشر خطير يجب العمل على تلافيه "، متهما التجار والسماسرة بإيقاع ظلم فاحش على المنتجين بتحديد سعر ضئيل للشراء وبيعه في الأسواق العالمية بأرقام عالية.
ويستأثر السودان، بـ 75 % من إنتاج الصمغ العربي عالمياً، وفق أرقام رسمية، في وقت تعاني فيه هذه الصناعة من عدة تحديات تقف حائلا أمام دورها في دعم الاقتصاد المحلي.
ودعا مسار الحكومة الى إنشاء سوق مركزي للصمغ ،وتحديد سعر تركيز للسلعة قبل إنتاجها وإنشاء بورصة لتحديد السعر مقارنة مع الأسعار العالمية.
وكشف النائب البرلمان عن 6 ملايين مواطن يعملون في إنتاج الصمغ بينهم مليون ونصف امرأة، متهماً الحكومة بإهمالهم ودعاها لتقديم الخدمات لهم لمساعدتهم على الإستقرار وزيادة الإنتاج، وقال إن البلاد لديها القدرة على إنتاج 500 الف طن في العام.
ويمتد حزام الصمغ العربي في 12 ولاية سودانية على الحدود المتاخمة لإثيوبيا وأرتريا شرقاً، ومع تشاد وأفريقيا الوسطى غربا، وتشكل مساحته 500 ألف كلم، بما يقرب من ثلث مساحة السودان.
مافيا التهريب
من جهته قال وزير التجارة حاتم السر خلال حديثه في الورشة إن حكومة الوفاق الوطني خططت لزيادة إنتاج الصمغ العربي، فضلاً عن توسيع دائرة إستخدامه محليا وإيجاد تسويق منظم يخدم جميع الأطراف.
وتعهد السر بـ"تصدي الحكومة لمافيا تهريب الصمغ بوضع تدابير وإجراءات إدارية وأمنية لسد الثغرات والمنافذ " وتابع " الحكومة ستقطع أيدي المهربين".
واضاف : "سنتصدى بقوة لمافيا تهريب الصمغ حتى لا تصبح دول الجوار سوقاً لبيعه وهي لا تنتجه".
وبحسب إحصائيات حكومية، فإن كمية الصمغ العربي المهرب تصل إلى 45 ألف طن سنوياً.
من جهته قال رئيس البرلمان ابراهيم احمد عمر إن جهات خارجية تكسب مليارات الدولارات بتهريب الصمغ من السودان كمادة خام وتعيد تصنيعه.
ووجه لجنتي الزراعة والصناعة بالبرلمان لتنفيذ توصيات الورشة واضاف: "الجميع يعرف مشاكل الصمغ منذ سنوات لكن لم نجد حلاً واضحاً، ولا نعرف السبب".
وفى السياق إنتقد وزير الصناعة د. موسى كرامة خلال حديثه في الورشة سياسة بنك السودان المركزي في تمويل القطاع التقليدي، ووصف سياسته بـ"المتخلفة" في إيصال التمويل للمنتجين التقليدين، مشيراً إلى أن فرض سياسة التمويل الرسمية على القطاع التقليدي لن تفلح.
و دعا كرامة إلى ضرورة تجميع منتجي الصمغ العربي لتسهيل إيصال المساعدات والتقانة لهم.