قالت قوات حفظ السلام في دارفور إن مئات اللاجئين فروا بعد حشود للجيش السوداني ومسلحين لـحركة العدل المساواة قرب منطقة شنقلي طوبايا الإستراتيجية في دارفور.
وذكرت القوة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي أن ما يقرب من 70% من السكان الذين يعيشون في معسكر بالمنطقة فروا بعد حشود الطرفين خوفا من الاشتباكات.
وأعلنت القوة أنها تراقب الوضع, وناشدت الجانبين تجنب المزيد من العنف. ونقلت رويترز عن مصادر دولية لم تسمها أن هناك مؤشرات على أن حركة العدل والمساواة تتحرك صوب الجنوب الشرقي عبر دارفور في اتجاه ولاية جنوب كردفان المنتجة للنفط.
وتقع شنقلي طوبايا على بعد 70 كيلومترا إلى الجنوب من الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور وهي معقل للحكومة ومركز لعمال الإغاثة وقوات حفظ السلام، وتقع المنطقة بين المعقل الحالي للعدل والمساواة في غرب دارفور وجنوب كردفان.
وأكد المسؤول في حركة العدل والمساواة الطاهر الفقي أن قوات الحركة موجودة حول شنقلي طوبايا وجنوب كردفان لكنه قال إنها هناك في مهمة إدارية وتجري محادثات مع القيادات المحلية.
وكانت العدل والمساواة وقعت اتفاقا إطاريا مع الحكومة السودانية في العاصمة القطرية الدوحة يوم 23 فبراير/شباط الماضي يقضي بوقف إطلاق النار ويمهد السبيل لمفاوضات بين الطرفين لإنهاء الأزمة في الإقليم المضطرب منذ العام 2003، غير أن تطبيق هذا الاتفاق يتعثر على الأرض.
اتهام بخروقات
من ناحية أخرى, اتهمت وزارة الداخلية السودانية حركة العدل والمساواة بارتكاب نحو ثلاثين خرقا لوقف إطلاق النار المبرم مع الحكومة في الدوحة، وذلك على خلفية طلب من الخرطوم اعتقال زعيم الحركة خليل إبراهيم عبر الشرطة الدولية (إنتربول) بشأن الهجوم على مدينة أمدرمان في مايو/أيار 2008 حيث قتل نحو مائتي شخص.
تغطية خاصة
وقال مراسل الجزيرة نت بالخرطوم عماد عبد الهادي إن وزير الداخلية إبراهيم محمود عدّد في مؤتمر صحفي ما سماها الانتهاكات الكبيرة للحركة, واتهمها بتجاوز الاتفاق الإطاري "مما يعني أنها غير مستعدة للسلام والتحول من حالة الحرب إلى حالة السلم".
كما أعلن وزير الداخلية أن القوات الحكومية تحاصر عناصر الحركة بجبل مون غربي دارفور, قائلا "الآن يقومون بنهب الوقود المعد لآبار المياه"، ومعتبرا أن ذلك يمثل عملا إرهابيا تجب مقاومته.
كما ذكر أن قوات الحركة تتفادى المناطق التي يوجد بها الجيش السوداني حتى تمارس إرهابا ضد المواطنين والأبرياء، بحسب قوله.
في هذه الأثناء, تجري جامعة الدول العربية اتصالات مع المسؤولين بالسودان للوقوف على تفاصيل مطالبة الخرطوم الإنتربول بالقبض على خليل إبراهيم.
ونقلت يونايتد برس عن مصدر بالجامعة العربية لم تسمه، أن وفدا على مستوى رفيع برئاسة نافع علي نافع مساعد الرئيس السوداني عمر البشير سيزور الجامعة خلال أيام بناء على طلب منها.