قالت منظمة الهجرة الدولية ، في تقرير نشرته اليوم الاثنين، إن إغلاق حدود أوروبا الشرقية (مسار الهجرة بين تركيا والبلقان) أجبر المهاجرين على اختيار الممر «الأكثر خطورة» في وسط البحر المتوسط من ليبيا، مما رفع أعداد الوفيات بين المهاجرين القادمين إلى أوروبا بشكل ملحوظ خلال العامين 2016 و2017.
وافاد موقع بوابة الوسط انه %88 من حالات الغرق منذ 2014، كانت في وسط البحر المتوسط، وهو الطريق بين ليبيا وجزيرة صقلية
وأظهرت بيانات المنظمة أن ممر وسط البحر المتوسط من ليبيا مسؤول عن النسبة الأكبر من الوفيات بين المهاجرين منذ العام 2014، مقارنة بممرات الهجرة الأخرى.
وقال التقرير إن 88% من حالات الغرق التي وقعت منذ العام 2014، كانت في وسط البحر المتوسط، وهو الطريق بين ليبيا وجزيرة صقلية الإيطالية، رغم قلة أعداد المهاجرين الذين عبروا هذا الطريق مقارنة بالممرات الأخرى.
وارتفع معدل الوفيات بين المهاجرين بسبب توجه نسبة كبيرة من المهاجرين إلى الممر بين ليبيا وإيطاليا.
وتضاعفت نسبة الغرق والوفاة بين المهاجرين العابرين ممر وسط البحر المتوسط في 2017 مقارنة بالعام 2016. وغرق أو اختفى قرابة 22 ألف مهاجر في البحر المتوسط منذ العام 2014، أكثر من نصفهم قدموا من سواحل ليبيا.
ولفت التقرير إلى غرق أو اختفاء 3110 مهاجرين خلال النصف الأول من العام الجاري، مشيرًا إلى تنامي احتمالات غرق المهاجرين في البحر المتوسط رغم تراجع أعداد المهاجرين الذين يسلكون هذا الممر نسبيًا خلال 2017، بحسب ما نقلت جريدة «ذا غارديان» البريطانية.
ولفتت المنظمة في تقريرها إلى استخدام المهربين في ليبيا وإيطاليا سفنًا غير صالحة للإبحار بشكل متزايد، مما يرفع نسب الغرق والوفيات بين المهاجرين.
نسبة الغرق بين المهاجرين العابرين ممر وسط البحر المتوسط تضاعفت في 2017 مقارنة بالعام 2016
ووجهت منظمة العفو الدولية، الشهر الماضي، انتقادات حادة لإيطاليا بسبب التدابير التي اتخذتها لإبقاء المهاجرين بعيدًا عن شواطئها، والتي أدت إلى «الاحتجاز القسري للمهاجرين في مراكز احتجاز داخل ليبيا، حيث تزيد احتمالات تعرضهم للتعذيب والاغتصاب وحتى القتل».
وبدوره قال رئيس بعثة منظمة «أطباء بلا حدود» في ليبيا، جان غي فاتو، لـ«ذا غارديان»: «إن تقريبًا جميع المهاجرين الذين جرى إنقاذهم في البحر المتوسط تعرضوا لمستوى مقلق من العنف والاستغلال، والخطف من أجل الفدية، أو الإجبار على العمل، أو العنف الجنسي، مع احتجازهم بشكل قسري».
وأضاف أن «المهاجرين في ليبيا يعيشون بشكل سري تحت رحمة المهربين، أو عصابات الخطف». وتابع: «المهاجرون الذين يعبرون ليبيا وصولاً إلى أوروبا يواجهون خيارات مستحيلة، إما الركوب على متن قارب خطر للغاية، ويموت الكثير منهم قبل وصول شواطئ أوروبا أو أي سفينة للإنقاذ، أو البقاء في ليبيا إما داخل مراكز للاحتجاز تديرها منظمات إجرامية، حيث يتعرضون لأشكال لا يمكن تصديقها من العنف والاستغلال».
ووصل 120 ألف مهاجر إلى أوروبا عبر البحر المتوسط منذ بداية العام الجاري، 82% منهم قادمون من ليبيا إلى إيطاليا، وآخرون قدموا من المغرب إلى إسبانيا أو من تركيا إلى اليونان.