أعلن مسئول ليبي رفيع المستوى أن السلطات الليبية تعتزم الإفراج قريبا عن دفعة جديدة من السجناء السياسيين من أعضاء مختلف الجماعات الإسلامية، في إطار المساعي التي يقودها المهندس سيف الإسلام النجل الثاني للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي لتحقيق المصالحة الوطنية، وطي صفحة الخلاف الدامية بين الطرفين.
وقال محمد طرنيش المدير التنفيذي لجمعية حقوق الإنسان التابعة لمؤسسة القذافي لجريدة "الشرق الأوسط" عبر الهاتف من طرابلس :" إنه سيتم خلال الأسابيع القليلة المقبلة الإفراج عن دفعة جديدة من معتقلي مختلف الجماعات الإسلامية من السجون الليبية ".
وقال طرنيش :" نحو 230 عنصرا من مختلف الجهات سيطلق سراحهم قريبا، خلال أسابيع ".
وأضاف قائلا :" المراجعات الفكرية، التي رعاها المهندس سيف الإسلام، نجحت وتؤتي ثمارها، ونتمنى على الشباب في العالم العربي أن يراجع نفسه قبل الإقدام على التورط مع تنظيمات مشبوهة، وفي أمور قد لا تعود بالنفع على الشعوب العربية ".
وكشف طرنيش النقاب عن أن هناك الكثير من الشباب الليبيين الأعضاء في تنظيمات إرهابية خارج ليبيا، أجروا اتصالات غير معلنة بالمؤسسة تمهيدا لعودتهم، معتبرا أن المراجعات التي قامت بها الجماعات الإسلامية الليبية المقاتلة قد بدأت تؤتي ثمارها.
ولفت طرنيش إلى أن عملية دمج المفرج عنهم من هذا التنظيم تجري على قدم وساق، مؤكدا أن بعضهم عاد بالفعل إلى الجامعات والمعاهد.
وعلى الرغم من المعارضة العلنية، التي أبداها العقيد معمر القذافي في الإفراج عن التائبين من عناصر الجماعات الإسلامية المناوئة له، فإن سياسة نجله الهادئة والساعية إلى الحوار واحتواء هؤلاء نجحت في نهاية المطاف في إقناع أجهزة الأمن والمخابرات الليبية بالتخلي عن رفضها هذه الفكرة ومعارضتها لها.
وقدم قادة الجماعة الإسلامية المقاتلة اعتذارا علنيا ونادرا إلى العقيد القذافي لدى خروجهم من السجون الليبية في احتفال رعاه نجله سيف الإسلام.
وأعلنت الثلاثاء، مؤسسة القذافي عن نجاح جهودها في إعادة المزيد من المعارضين الليبيين المقيمين بالخارج، بعدما نجحت مؤخرا في تمكين شاب ليبي كان منضما إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي من العودة إلى ليبيا.
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الإعلان رسميا في ليبيا عن نجاح مؤسسة نجل القذافي في استعادة أحد العناصر الليبية المنضوية في تنظيم القاعدة الذي يعتقد أنه يضم العشرات من الليبيين.
واعتبرت مؤسسة القذافي أن هذه العودة تأتي استجابة لدعوة رئيسها المهندس سيف الإسلام القذافي التي وجهها قبل بضعة أسابيع للمنضمين لمختلف الجماعات المسلحة بالجزائر ومالي وموريتانيا لنـبذ لغـة التطرف والعـنف.
وأوضح البيان أن مؤسسة القذافي، التي لعبت في السابق دورا محوريا في الإفراج عن المئات من أعضاء الجماعات الإسلامية الليبية بما في ذلك تنظيم الجماعة الليبية المقاتلة، قامت بتسهيل إجراءات عودة المعنيين إلى ليبيا مع الجهات ذات الصلة بالجزائر.