عدّ أكاديميون بالعاصمة المغربية الرباط، الجمعة أن وعد "بلفور" ترتبت عليه مآسٍ إنسانية عانى منها الشعب الفلسطيني.
وانتقدوا خلال مؤتمر في جامعة محمد الخامس (حكومية) "افتخار بريطانيا بوعد بلفور المشؤوم؛ لكونه بني على المناورة والخديعة والكذب واللعب على الحبال".
وبحسب المركز الفلسطيني للإعلام، فقد نظم المؤتمر "المجلة المغربية للعلوم السياسية والاجتماعية" (خاصة)، بالاشتراك مع سفارة دولة فلسطين لدى المغرب.
وقال حسن أوريد، مؤرخ مغربي وأستاذ العلوم السياسية، خلال المؤتمر: إن "وعد بلفور المشؤوم الذي منحته بريطانيا لإسرائيل ترتبت عليه مآسٍ إنسانية رسمت معالم الشرق الأوسط الحالي".
وعدّ أوريد أن وعد بلفور "لا يستند على أي مشروعية؛ لأنه بُني على المراوغة والخديعة من بريطانيا".
وأضاف أن "وعد بلفور أعطى اليهود صكًّا للهجرة إلى فلسطين، كان باعثها دينيا، وأصبحث مكثفة بفعل الاستيطان".
وأوضح أن بريطانيا "وقفت ضد قيام دول عربية موحدة؛ لأن ذلك يقف ضد مصالحها، ولا يخدم مطامعها التوسعية؛ وبالتالي عملت على تقويض قوة الرابطة الإسلامية".
وأبرز أن "بريطانيا كان لها نية في تقسيم المناطق العربية إلى مناطق نفوذ بغرض إضعافها".
ولفت إلى "أن بريطانيا كانت توهم الدول العربية أنها تساعدهم على تحقيق وحدتهم واستقلالهم العربي".
من جهته، قال سعيد الحسن، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس: إن "وعد بلفور مشروع غربي، كان الهدف منه تحويل الطاقة الثورية لليهود باعتبارهم مضطهدين إلى جهة أخرى، وهي فلسطين".
وأوضح أن "الإرادة العربية موجودة، لكن المشكلة تكمن في أنها لا تجد لها قنوات للتعبيرعن نفسها".
وتابع "وبالتالي لابد من ضرورة العودة إلى التاريخ والبحث عن قنوات جديدة للدفاع عن القضية الفلسطينية"، وشدد الحسن على "ضرورة إنهاء التبعية الفكرية للخارج".
وعدّ أن ذلك هو السبيل للتخلص من قيد الاستعمار، فضلا عن تحديد المدركات السياسية العربية، وأضاف أن الحل للقضية الفلسطينية ينبع من وجود إرادة عربية قوية وحاضرة.
ولفت الحسن إلى أن "كل عربي مُستعد للتضحية من أجل القدس بغض النظر عن الخلفية الأيديولوجية".
وأوضح أن "وعد بلفور هو عنوان واضح لتقسيم الخلافة العثمانية، وتأسيس كيان وظيفي يخدم بريطانيا في المنطقة".
و"وعد بلفور"؛ هو الاسم الشائع لرسالة بعثها وزير الخارجية البريطاني الأسبق آرثر جيمس بلفور، في 2 نوفمبر/تشرين ثانٍ 1917، إلى اللورد (اليهودي) ليونيل وولتر دي روتشيلد، تعهد فيها بأن تبذل حكومته قصارى جهدها لإنشاء كيان محتل في فلسطين.
ويطالب الفلسطينيون رسميًّا وشعبيًّا، بريطانيا بالاعتذار عن هذا الوعد، الذي مهّد لإقامة دولة الاحتلال على أرض فلسطين التاريخية، كما يطالبون لندن بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وقبل أسبوع، رفضت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، تقديم اعتذار للفلسطينيين، وأضافت في معرض ردها على أسئلة النواب في مجلس العموم: "سنحتفل حتما بالذكرى المئوية لوعد بلفور بكل فخر".