عاد النائب السابق لرئيس زيمبابوي ايمرسون منانغاغوا الذي ادت اقالته الى تحرك الجيش الى البلاد حيث تستمر المشاورات حول مستقبل الرئيس روبرت موغابي الذي يتمسك بالسلطة، بينما دعا رئيس منظمة تتمتع بنفوذ كبير الى تظاهرات كبيرة السبت لدعم الجيش.
وقال رئيس رابطة المحاربين القدامى في حرب الاستقلال كريستوفر موستفانغوا للصحافيين في هراري "نوجه تحذيرا صارما الى موغابي وزوجته: انتهت اللعبة".
واضاف "نريد استعادة كرامتنا وغدا هو اللحظة المناسبة لذلك"، داعيا السكان الى التظاهر السبت في العاصمة.
ويأتي ذلك بعيد عودة نائب الرئيس الذي كان مرشحا ليكون خليفة اقدم رئيس دولة يمارس مهامه في العالم وفر من زيمبابوي مع اقالته في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر بسبب "عدم ولائه" للرئيس.
وقال مصدر قريب من منانغاغوا المرتبط بالعسكريين الذين يفرضون اقامة جبرية على موغابي، لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته انه "عاد" منذ الخميس.
وكان منانغاغوا يبدو المرشح الاوفر حظا لخلافة موغابي الذي يعاني من مشاكل صحية.
وقال المحلل ديريك ماتيساك من معهد الدراسات الامنية في بريتوريا ان "افضل طريقة للجيش لضمان الشرعية هي ان يعين موغابي نائبه في منصبه من جديد ثم ينسحب".
وينص دستور زيمبابوي على ان يتولى نائب الرئيس السلطة في حال استقالة الرئيس او وفاته او عجزه عن ممارسة السلطة حتى تنظيم انتخابات جديدة.
لكن موغابي (93 عاما) رفض بشكل قاطع الخميس التخلي عن السلطة التي يمارسها بلا منازع منذ 37 عاما، وذلك خلال لقاء مع العسكريين الذين سيطروا على العاصمة هراري.
- حذر واعتقالات -
قال مصدر عسكري لوكالة فرانس برس ان موغابي "رفض الاستقالة واعتقد انه يحاول كسب الوقت".
وكان الجيش تدخل بعد ايام من اقصاء نائب الرئيس ايمرسون منانغاغوا الاسبوع الماضي. وكان نائب الرئيس يعارض بشدة تولي زوجة الرئيس غريس موغابي الحكم خلفا لزوجها.
في مؤشر جديد الى رفضه الخضوع لمطالب العسكريين، ظهر موغابي صباح الجمعة في مكان عام للمرة الاولى منذ تدخل الجيش، وذلك في حفل تسليم شهادات جامعية في جامعة هراري.
وظهر الرئيس في صور للقاء يرتدي قميصا ازرق وبنطالا رماديا ويجلس الى جانب رئيس الاركان الجنرال كونستانتينو شيوينغا. وقال ناطق باسم وزارة الخارجية ان رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما ارسل موفدين اثنين حضرا الاجتماع ايضا، لكنه لم يكشف اي تفاصيل عن المناقشات.
وفي بيان نشرته وسائل الاعلام الحكومية الجمعة، اوضح الجيش انه يواصل المناقشات مع الرئيس موغابي "حول المرحلة المقبلة".
من جهة اخرى اعلن الجيش الذي يسيطر على هراري الجمعة انه اوقف عددا كبيرا من المقربين لموغابي، وعبر عن ارتياحه "للتقدم الكبير" في عملية التطهير التي قام بها داخل الحزب الحاكم "الاتحاد الوطني الافريقي لزيمبابوي-الجبهة الشعبية" (زانو-الجبهة الشعبية).
وقال الجيش في بيان نشر في الصحيفة الحكومية "ذي هيرالد" الجمعة "اعتقلنا عددا من المجرمين بينما ما زال آخرون فارين".
واضاف "نجري حاليا محادثات مع قائد الجيش (روبرت موغابي) حول المرحلة التالية وسنعلمكم بنتيجة هذه المفاوضات ما ان يصبح ذلك ممكنا".
وقال الجيش في بيانه "ندعو الامة الى التحلي بالصبر والهدوء حتى ننجز مهمتنا".
وفي العاصمة هراري تواصلت الحياة بشكل طبيعي. وكانت حركة السير عادية والمحلات التجارية مفتوحة، كما ذكرت صحافية من وكالة فرانس برس. لكن الجيش ما زال يغلق المداخل الاستراتيجية مثل محيط البرلمان والمحكمة العليا.
ويواصل الناخبون التسجل على اللوائح الانتخابية تمهيدا للاقتراع الرئاسي والتشريعي الذي سيجرى في 2018. وقد قرر موغابي الترشح لهذه الانتخابات.
ورأى الدريد ماسونونغوري الاستاذ في جامعة زيمبابوي ان تشكيل "تحالف رئاسي" سيكون حلا ممكنا للخروج من هذا الوضع.
قبيل الاعلان عن رفض موغابي الاستقالة، دعا زعيم المعارضة في زيمبابوي مورغان تشانجيراي الخميس خصمه التاريخي الى التنحي. وقال في مؤتمر صحافي ان "روبرت موغابي يجب ان يستقيل لمصلحة شعب زيمبابوي".
ودعا تشانجيراي الى تطبيق "آلية انتقالية" لاجراء انتخابات حرة، لكنه اوضح انه لم يتصل بالعسكريين ليبحث ذلك.