بعد خمسة اشهر من تسلمه منصب المبعوث الخاص للامم المتحدة الى ليبيا، شدد غسان سلامة الجمعة على ان مستقبل هذا البلد يمر عبر مؤسساته، متوقعا مرور جيل بأكمله كي تلتئم "كل الجراح".
وأطلقت الامم المتحدة في أيلول/سبتمبر الماضي خطة جديدة لتحقيق الاستقرار في ليبيا الغارقة في الفوضى منذ عام 2011 بعد الاطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي. وعقد اجتماعان في تونس منذ ذلك الوقت للتوافق على تعديلات على اتفاق عام 2015 السياسي الذي تشكلت بموجبه حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج.
وبالرغم من هذا الاتفاق لا تزال ليبيا منقسمة بين حكومة تدعمها الامم المتحدة في طرابلس، وادارة موازية في الشرق مدعومة من مجلس النواب الليبي.
وقال سلامة في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية ان "الكلمة الرئيسية لنهجي هي المؤسسات". لكنه اعتبر في الوقت نفسه ان "من الغباء الاعتقاد بانه يمكن في سنة او سنتين او ثلاث" ان تلتئم "كل الجراح" في البلاد، مشددا على ان ذلك "يتطلب من دون شك جيلا" باكمله.
وتابع سلامة "لكنّ التحدي ليس في تحقيق كل شيء الآن، (بل) في فتح الطريق الذي يجب أن تسلكه البلاد" حتى تستطيع "حقا ان تقوم بدمج المبادئ المؤسساتية في ثقافتها السياسية".
ومن خلال خطة عمله، يأمل المبعوث الاممي الخاص بان تبدأ في كانون الاول/ديسمبر عملية اجراء تعداد للناخبين في ليبيا. اما في شباط/فبراير فسيتمثل هدفه بتنظيم مؤتمر وطني يجمع الاطراف الليبيين كافة حول مشروع مشترك لتنظيم انتخابات، بحسب ما قال سلامة الخميس امام مجلس الامن الدولي من دون ان يعطي تاريخا محددا لذلك.
واوضح سلامة ان الامر يتعلق بتنظيم انتخابات "تشريعية ورئاسية وربما ايضا بلدية". ولدى سؤاله عما اذا كانت الانتخابات التشريعية والرئاسية والبلدية ستُنظم في الوقت نفسه، اجاب "لم اقرر بعد. البلاد ليست جاهزة لاي انتخابات. حتى نستطيع تنظيم انتخابات، هناك شروط تقنية وسياسية وامنية. وهذه الشروط غير متوافرة اليوم".
واوضح سلامة وهو وزير لبناني سابق ان تنظيم استفتاء حول دستور جديد لليبيا هو مشروع قيد الاعداد ايضا.
واحدى العقبات الرئيسية التي تعترض تشكيل حكومة وحدة جديدة تتمثل في ضم الحكومة المؤقتة في الشرق والمدعوة من الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
وتحدث سلامة امام مجلس الأمن عن تواصل مستمر بين الطرفين المتنافسين منذ بدء اجتماعات تونس.
واضاف انه "على الرغم من تحقيق الكثير من التقدم، ما زالت هناك بعض النقاط العالقة التي يتوجب التوافق حولها".
واعلن انه ما ان يتم التوافق على حكومة وحدة وطنية، سيتم عقد مؤتمر وطني في شباط/فبراير 2018 لتبني دستور جديد يمهد الطريق امام اجراء انتخابات.
وقال سلامة "ندرس امكانية انعقاده في ليبيا"، مؤكدا ان هذا المؤتمر "سيمنح الليبيين القادمين من جميع انحاء البلاد فرصة الاجتماع في مكان واحد واعادة تأكيد تاريخها الوطني المشترك والاتفاق على المراحل التي يجب قطعها" للبت في المستقبل السياسي للبلاد.
وتحولت ليبيا الغارقة في الفوضى الى منطلق للهجرة السرية نحو اوروبا، كما شنت الولايات المتحدة غارات هناك على مسلحي داعش.
وأبدى سلامة قلقه حول تزايد اعداد المهاجرين واللاجئين الذي تحتجزهم ليبيا بدون عملية قانونية، وهم عرضة للتعذيب والاغتصاب والسخرة وانتهاكات خطرة اخرى.
ومنذ اطاحة نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في 2011 غرقت ليبيا التي تضم ستة ملايين نسمة في نزاعات بين مجموعات مسلحة وسلطات سياسية متنافسة على السلطة.