أكد السفير الروسي لدى ليبيا إيفان مولوتكوف، أن بلاده لا توفر السلاح لأي طرف ليبي بما في ذلك خليفة حفتر.
وبين مولوتكوف، خلال مقابلة مع وكالة أنباء (شينخوا) إن روسيا كانت قبل احداث فبراير لديها علاقات عسكرية متينة مع ليبيا وزودت الجيش الليبي بالأسلحة المتطورة.
وأكد المسؤول الروسي خلال المقابلة التي جرت في تونس ان بلاده تعتقد أن "تزويد ليبيا بالسلاح في الوضع الحالي شيء خطير"، مبررا اعتقادهم بعدم وجود ضمان ألا يقع السلاح في يد أطراف غير سليمة وخاصة في ظل وجود تنظيمات إرهابية مثل داعش وغيرها من المنظمات المتطرفة.
وأوضح السفير الروسي أنه من الممكن العودة لمسألة توفير السلاح لليبيا بعد استقرار الأوضاع وتشكيل حكومة وحدة وطنية عوضا عن حكومة في طرابلس وحكومة في طبرق.
وعن طلب خليفة حفتر السلاح للقضاء علي التنظيمات الإرهابية في ليبيا، قال السفير الروسي "حفتر يريد ويتمنى الحصول علي السلاح ولكن نحن لا نوفر السلاح له ولا لأي طرف أخر في ليبيا."
وحول ما إذا كانت موسكو تزود حفتر على الأقل بمعلومات لوجستية وتدريب لقواته على استخدام الخرائط وتحديد المواقع وغيرها من الأمور الفنية، أجاب قائلا " إنا لا أملك معلومات وليس لدي خلفية في هذا الصدد وهذا شأن عسكري وأنا رجل سياسي ودبلوماسي."
ورغم ذلك أكد إيفان مولوتكوف أن هناك اتصالات بين حفتر "وعسكريين روس وتمت مباحثات في وزارة الخارجية الروسية بحضور وزير الخارجية سيرجي لافروف ومع نائب وزير الخارجية " لكنه أكد عدم علمه بما دار فيها ولا عن ماذا تمخضت.
وأوضح المسؤول الروسي أن موقف بلاده من الأوضاع والتطورات في ليبيا معروف وواضح، متمنيا في الوقت ذاته "حلا سريعا لما تشهده البلاد من خلال الحل السلمي"، الذي قال إن موسكو تدعمه.
وأكد أن روسيا تربطها "علاقات مع جميع الأطراف في ليبيا مع طرابلس ومع طبرق ومع خليفة حفتر ومع مصراتة ومع الزنتان فنحن لا يوجد لنا تحالف مع أي طرف ضد أخر ونحاول أن تكون علاقتنا مع الجميع للتوصل لحل سلمي يرضي الجميع."
وتابع إيفان مولوتكوف "نحن ليست لدينا علاقات سياسية فقط فلنا علاقات اقتصادية ولكن الوقت الحالي لا يسمح أن نطور العلاقات الاقتصادية بصورة كاملة".
وأكد السفير الروسي لدى طرابلس أنه في الوقت الحالي لا توجد بحسب علمه "أي أجندة لأي زيارة لمسؤولين روس إلي ليبيا " موضحا أن " أخر زيارة لمسئول روسي كانت مخائيل بغدنوف نائب وزير الخارجية الروسي لطرابلس في مايو الماضي."
وفي هذا الصدد، نفي مولوتكوف "تدخل بلاده في الشأن الداخلي الليبي وذلك تعليقا منه علي زيارات يجريها مسؤول روسي متواجد في طرابلس منذ شهر الي جنوب ليبيا، قائلا "نحن لا نتدخل في الجنوب الليبي والموفد يقوم بنشاط هناك لمساعدة الليبيين على حل مشاكلهم."
وعن المهمة الرسمية والأساسية لذلك المندوب الروسي الموجود بطرابلس حاليا، قال مولوتكوف "الموجود في طرابلس هو مندوب موفد مهمته تتعلق بمسألة المحتجزين الروس في ليبيا."
وأكد "وجود ثلاثة مواطنين روس محتجزين في ليبيا" قائلا "نحن حاليا نقوم بجهود من أجل الإفراج عنهم والمندوب في طرابلس يقوم بجهود في هذا الاتجاه وللأسف حتى الآن ما زالوا موجودين بالسجن ونحن نأمل أن يحل هذا الموضوع في أقرب وقت."
أما عن رأيه في الحوار السياسي الليبي الذي ترعاه بعثة الأمم المتحدة بين أطراف النزاع حاليا، أوضح السفير الروسي لدي طرابلس أنه " كان متفائل جدا عندما بدأت مباحثات بين الأطراف وخاصة بين مجلس النواب و(ما يسمى) مجلس الدولة ولكن للأسف نرى أن هذا الحوار قد تعثر ."
وأكد أن روسيا "ضد الحلول العسكرية في ليبيا وأي حل عسكري يعقد المسألة أكثر ولن يتم بسهولة هذا في حالة إن تم ونحن ضد أي حل عسكري طالما انه فيه إمكانية للحوار والاتفاق."
وتابع إيفان مولوتكوف "نحن نرى أن أزمة ليبيا حلها سياسي وليس عسكريا ويبقى الحوار هو السبيل الأمثل لعودة الاستقرار وقيام حكومة وحدة وطنية ونعتقد أن هذا هو أفضل من أي حل عسكري."
وتحدث السفير الروسي خلال المقابلة عن التدخلات في ليبيا قائلا إن "التدخل العسكري الأجنبي غير مقبول بالمرة"، مستشهدا بالتدخلات الأجنبية التي حصلت في ليبيا سنة 2011م وماذا حدث بعدها حيث يعتبر الكثير أن ما وصلت له البلاد من أزمات كان نتاجا لذلك التدخل.
ورغم ذلك أكد السفير الروسي لدي ليبيا أن "المساعدة الأجنبية كالمساعدة السياسية والمساعدة في إيجاد الحلول الوسطى لليبيا هي شيء مقبول ولا يعد تدخلا " وختم تعليقه قائلا "فما عدا ذلك لا نقبله ."