الجزيره- نيجيريا:
قال مسؤولون وسكان إن مئات من جثث أتباع جماعة "بوكو حرام" دفنت في قبور جماعية، بينما تحدثت أرقام عن 600 إلى 800 قتلوا في الاشتباكات التي بدأت الأسبوع الماضي في ولاية بوتشي، وانتقلت إلى ثلاث ولايات شمالية واستمرت خمسة أيام.
وقال الناطق باسم حاكم ولاية بورنو وعاصمتها مايدوغوري -حيث دارت أعنف الاشتباكات- إنه تقرر الدفن في قبور جماعية، لأن عائلات القتلى لم تسع للحصول على جثث أقاربها خشية أن يحسبوا على جماعة بوكو حرام. وحسب مسؤول عسكري رفيع في أبوجا دُفنت أغلب الجثث في مجمع تابع للجماعة في مايدوغوري.
إعدامات تعسفية
وتحدث شهود ومسؤولو شرطة عن 600 قتيل في الاشتباكات، وفي حين قالت صحيفة "ذيس داي" إن عدد القتلى 700، وتحدث الصليب الأحمر النيجيري عن 780، في انتظار أن تقدم أبوجا تعدادا رسميا نهائيا. وتؤكد سلطات نيجيريا أن القتلى من الجماعة وأن محمد يوسف قائد المسلحين قتل وهو يحاول الهرب. لكن منظمات حقوقية دولية ومحلية طلبت تحقيقا في ما تعده إعدامات تعسفية وضربت مثلا بيوسف الذي ظهر في الصور مقيد اليدين، ما يعني أنه اعتقل.
وكان الرئيس عمر موسى يارادوا قال نهاية الثلاثاء إن الجماعة لم تبدأ الهجوم، والجيش بادر بضربها في حملة استباقية. وبدأت الحياة تعود إلى مايدوغوري وأخذ الجيش يسحب حواجزه، لكن الحكومة قالت إن دهم البيوت سيتواصل بحثا عن أتباع الجماعة التي يعني اسمها "التعليم الغربي حرام" وتقول السلطات إنها تريد تطبيق الشريعة في كل نيجيريا، علما بأن 12 ولاية من ولايات الشمال تطبق الشريعة.
دون جدوى
وقال إبراهيم أحمد عبد الله، وهو أحد أئمة مايدوغوري، إن وجوها إسلامية حذرت السلطات مرارا ودون جدوى من الجماعة، وهو تحذير قال مسؤول مكافحة الجريمة في مايدوغوري إنه نقله أيضا إلى المسؤولين.
وقال الإمام عبد الله إنه صادق محمد يوسف قائد الجماعة 14 عاما قبل أن يفترقا قبل أربعة أعوام، وحاول أن يثبت له خطأ ما يقوم به وطلب من أصدقائه تسجيل خطاباته لمراقبة خطابه العنيف. ودانت "جماعة نصر الإسلام"، وهي أكبر منظمة إسلامية في نيجيريا هجمات "بوكو حرام"، وأعلنت مساندتها قوات الأمن.
وركزت السلطات في السنوات الأخيرة على دلتا النيجر –عصب الصناعة النفطية النيجيرية- حيث زادت هجمات جماعات تطلب توزيعا عادلا للثروة، وأحداث الشمال "تظهر خطر هذا الإهمال" حسب توم كارغيل محلل الشؤون الأفريقية في مركز الدراسات البريطاني تشاثام هاوس.
2009/8/3