أثار معرض في تونس عن "الهولوكوست" حاولت أطراف سياسية ونشطاء تنظيمه، جدلا كبيرا في البلاد، وتوجيه أصابع الاتهام لمنظمي العمل على التطبيع مع الكيان الصهيوني.
قد طرد ناشطون تونسيون العميد السابق لكلية الآداب في منوبة، الحبيب الكزدغلي، الذي كان يستعد لتنظيم معرض صور في المكتبة الوطنية في تونس، التي تترأسها الباحثة رجاء بن سلامة.
كما رفع المحتجون شعارات داعمة لفلسطين ومنددة بالقائمين على المعرض الذي أُلغي في وقت لاحق.
من جانبهم أكد منظمو المعرض أن الغاية منه هي إدانة جرائم النازية، داعين إلى عدم الخلط بين اليهود، والانتهاكات التي تقوم بها الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني.
واستنكر عدد من السياسيين والباحثين تنظيم هذا المعرض، قائلين إنهم غير معنيين به، بل الأجدر هو إعادة النظر في تاريخ الأحداث لمراجعة تضخيم المحرقة وتوظيفها لتسويغ ممارسة محرقة أبشع منها.
وأصدرت مديرة المكتبة الوطنية رجاء بن سلامة توضيحا على صفحتها في "فيسبوك"، أكدت فيه أن المعرض يتناول مسألة الدعاية النازية، ويقارن بين خطابها وخطاب داعش، قائلة: "موقفي المبدئي باعتباري مواطنة ومعنية بالثقافة والفكر، هو رفض كل مصادرة وكل عنف. وموقفي باعتباري مسؤولة عن المكتبة الوطنية، هو رفض الاحتجاجات العشوائية.. مضيفة: "أرفض المصادرة تحت (مسمى منع) التّطبيع، لأن منع التطبيع هذا هو في أغلب مظاهره قناع من أقنعة العنصرية ضد اليهود، ويقوم على الخلط بين اليهود والممارسة الاستيطانية الإسرائيلية والانتهاكات التي تقوم بها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني. لا يزايد أحد على مناصرتي للقضية الفلسطينية ولكنني أرفض العنصرية والمصادرة وأرفض العبث بالمؤسسات".
ويتزامن ذلك مع تقديم نحو مائة نائب تونسي في البرلمان بمبادرة جديدة لرئاسة مجلس النواب، تدعو للإسراع في مناقشة مشروع قانون يقضي بتجريم كل من يمارس التطبيع مع "إسرائيل" بأي شكل، وينص على سجنه مدة قد تصل إلى 5 سنوات مع الغرامة