أكد شوقي علام مفتي جمهورية مصر العربية، أن القدس الشريف والمسجد الأقصى في قلب القرآن والسنة والأحداث التي كانت في عهد النبي صلى الله عليه وآله، ومن ثم نحن أمام ميراث مقدس لا بد من الدفاع عنه باستماتة.
وقال «علام»، في حلقة برنامج «حوار المفتي» الذي يذاع كل جمعة على قناة «أون لايف» إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أُسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى في القدس الشريف، وعُرج به من هناك إلى السموات العلا، وهو أمر ثابت بنص قطعي الثبوت في قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا}، وهو ما يجعلنا أمام ربط بين مسجدين لهما من القدسية والرعاية في قلب كل مسلم مكان كبير.
وأضاف: «نحن أمام تاريخ طويل يشهد بأن القدس والأقصى هويتها عربية وستبقى كما هي عربية»، مؤكدا أن قرار الرئيس الأمريكي ترامب أجَّج مشاعر ملايين العرب والمسلمين، ولذلك فقد انتفض العالمان العربي والإسلامي على كافة المستويات ضد هذا القرار الذي تجاوز قواعد القانون الدولي، ليؤكد أن هذه الأرض هي أرض محتلة، ولا يجوز اتخاذ قرار يخصها بشكل منفرد، وبالتالي فقرار ترامب باطل قانونًا».
ودعا الفصائل الفلسطينية إلى الوحدة وأن يُنحوا المصالح الشخصية جانبًا، ويغلبوا المصلحة العامة، والتعاون من أجل مواجهة المحتل الإسرائيلي، من أجل إيجاد قرار حقيقي ومؤثر دوليًّا، قائلًا: «إن ما رأيناه من توحد وتكاتف بعد قرار ترامب هو بمثابة انبعاث جديد للهم المشترك فيما بين الأمة العربية على المستوى الشعبي والقادة كذلك».
وأضاف أننا نحتاج إلى جهد كبير على مستوى المؤسسات التعليمية والإعلام فيجب أن يتصدر القدس الشريف كقضية عربية في المناهج؛ لأن كثيرًا من الشباب لا يعلم شيئًا عن القضية الفلسطينية، في الوقت الذي يدعي فيه الإعلام الإسرائيلي أن القدس ليست عربية رغم الوثائق التاريخية التي تثبت عروبتها منذ الأزل.
ودعا مفتي الجمهورية الشباب المصري والعربي أن يدرك المسئولية التي عليه ويقرأ الوثائق والتاريخ بشكل جيد ويدرك أن القضية الفلسطينية هي قضية عربية ومصيرية، ووجَّه رسالة إلى العالم كله أن هذه القضية إذا لم تحل فإننا نعطي مبررًا للجماعات الإرهابية لمزيد من عملياتها.