وجه قطاع واسع من الجزائريين، الجمعة، انتقادات شديدة لوزيرهم الأول أحمد أويحي، إثر تأكيده، الخميس، أنه قدم إعتذارا للسلطات السعودية، عن اللافتة العملاقة التي رفعت بملعب عين مليلة، شرق الجزائر السبت الفارط والتي اعتبرت مسيئة للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز.
وعبر إعلاميون ومثقفون وسياسيون، عن امتعاضهم إزاء تأكيد الوزير الأول الجزائري أحمد أويحي، أنه فعلا قدم إعتذارا للسلطات السعودية، وذلك خلال إفتتاحه، الخميس، صالون المنتجات الوطنية بالعاصمة الجزائر.
ولم يكن منتظرا تأكيد أويحي، الأمر، بعد صمت الحكومة الجزائرية، إزاء إعلان السفير السعودي بالجزائر، سامي بن عبد الله الصالح، الثلاثاء أن "دولة الوزير الأول أحمد أويحي، قدم اعتذارا عما حصل بمحافظة عين مليلة وتعهد ألا يتكرر الفعل"،وذلك بتغريدة على حسابه بالتويتر.
وبحسب السفير السعودي بالجزائر، فإن إعتذار أويحي، كان خلال لقائه رئيس مجلس الشورى السعودي، عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ الذي غادر الجزائر الخميس بعد زيارة دامت أربعة أيام.
لا حاجة لإعتذار رسمي
وقال عبد المجيد مناصرة، رئيس حركة مجتمع السلم، أكبر قوة سياسية إسلامية بالجزائر، الجمعة "ما حديث بعين مليلة فعل معزول نرفضه، لكن رفع مثل تلك اللافتة لا يحتاج إلى اعتذار رسمي".
وأضاف مناصرة، خلال اجتماع لمجلس شورى حركة مجتمع السلم، خصص لإعلان نقل رئاسة الحركة إلى عبد الرزاق مقري، "الدولة الجزائرية لم تخطئ ولا تتحمل مسؤولية أخطاء المواطنين الذين يقعون تحت طائل القانون الساري والذي يجرم الإساءة إلى رؤساء الدول الشقيقة والصديقة".
حملة واسعة " أنا لا أعتذر"
وأطلق نشطاء حملة واسعة النطاق عبر مواقع التواصل الإجتماعي بعنوان " أنا لا أعتذر"، انتقد خلالها، النشطاء، اعتذار الوزير الأول بالجزائر للمملكة السعودية عن فعل سبق لوزير العدل الجزائري الطيب لوح أن وصفه " فردي ومعزول".
وقال الطيب جميعي، عضو ناشط بالحملة بتصريح لصحيفة "عربي21 " الجمعة، أن "المسؤولين الجزائريين وقعوا بتناقض بتكييفهم حادثة عين مليلة، فمن جهة يقول وزير العدل إنه حادث فردي ومعزول، ومن جهة ثانية يعتذر الوزير الأول للسعوديين، ونحن نعرف أن الفعل المعزول لا يترتب عنه اعتذار".
واعتبر جميعي اعتذار أويحي عن اللافتة العملاقة التي صورت وجها نصفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونصفه الآخر الملك سلمان، إهانة للجزائريين" متابعا " لذا فإن الاعتذار لا يلزمنا كشعب حر".
في السياق ذاته، تساءل الإعلامي الجزائري عثمان بحري بتصريح الجمعة، "لماذا لم يحتج الأمريكيون طالما أن الصورة التي اعتبرت مسيئة للملك سلمان حملت أيضا وجها قبيحا لترامب؟، قبل أن يؤكد " في هذه الحالة يجب على الوزير الأول أن يعتذر للسلطات الأمريكية أيضا".