قال برلماني سوداني، إن حشودا عسكرية مصرية إريترية وصلت إلى حدود البلاد الشرقية، ضمن خطة لخلق "توترات" في المنطقة، إلى جانب دعم المتمردين في الحدود الجنوبية.
وأضاف رئيس لجنة الإعلام بالمجلس الوطني السوداني (الغرفة الأولى للبرلمان)، الطيب مصطفى، في حديث للأناضول: "لدينا معلومات مؤكدة حول ذلك"، من دون الإفصاح عنها.
ولم يصدر أي تعليق فوري من الجانب المصري حول تلك الاتهامات، غير أن القاهرة سبق أن نفت مرارا تدخلها في الشأن الداخلي السوداني.
من جهة أخرى، يصل الرئيس الإريتري، أسياس أفورقي، إلى القاهرة، الثلاثاء، في زيارة يلتقي خلالها عبدالفتاح السيسي؛ لمناقشة تطور العلاقات الثنائية بين البلدين، ومستجدات الأوضاع في دول حوض النيل ومنطقة القرن الأفريقي، وتطورات القضايا الإقليمية والدولية المشتركة. وفق بيان للرئاسة المصرية.
يرافق أفورقي خلال الزيارة، التي تستمر يومين، وفد إريتري رفيع المستوى، يضم وزير الخارجية الإريتري عثمان صالح، ويماني جبر آب المستشار السياسي للرئيس.
ومن المقرر أن يعقد الرئيسان جلسة ثنائية مغلقة بقصر الاتحادية، يعقبه لقاء موسع بين الوفدين بحضور وزير الخارجية سامح شكري، ورئيس المخابرات العامة الوزير خالد فوزي، والسفير المصري بإريتريا ياسر على هاشم. وفي اليوم الثاني للزيارة من المقرر أن يقوم الرئيس الإريتري والوفد الموافق له بزيارات ميدانية لعدد من المواقع والمشاريع المصرية.
وأشار مصطفى إلى أن "التحرك المصري على حدود البلاد الشرقية والجنوبية هو أحد أهم أسباب استدعاء سفير الخرطوم لدى القاهرة، عبد المحمود عبد الحليم، للتشاور، الخميس الماضي".
وفي وقت سابق الاثنين، أعلن والي (حاكم) ولاية كسلا، شرقي السودان، آدم جماع، تشكيل لجنة عليا للتعبئة والاستنفار في الولاية الحدودية مع إريتريا.
وأعلن السودان، السبت، إغلاق المعابر الحدودية مع إريتريا، استنادا إلى مرسوم جمهوري صدر في 30 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بإعلان الطوارئ في كسلا، لمدة 6 أشهر، على خلفية انتشار السلاح وتدهور الأوضاع الأمنية.
وكانت وسائل إعلام سودانية تحدثت عن وجود حشود عسكرية مصرية وفصائل دارفورية على الحدود الإريترية.
كما أشار البرلماني السوداني إلى أن حكومة بلاده لديها "معلومات تشير إلى لقاء قيادات عسكرية مصرية بالمتمرد السوداني، عبد العزيز الحلو، في عاصمة جنوب السودان جوبا، الأسبوع الماضي".
واتهم الحكومة المصرية بـ"العمل على رسم مخططات لخلق توترات على حدود البلاد الشرقية والغربية والجنوبية".
ولفت البرلماني السوداني إلى أن لقاءات "القيادات العسكرية المصرية بالمتمرد عبد العزيز الحلو، قائد الحركة الشعبية لتحرير السودان، هدفها دعمه؛ لخلق توترات على حدود البلاد الجنوبية"، دون أن يوضح مصطفى مصدر معلوماته.
وتقاتل الحركة قوات الحكومة السودانية، منذ يونيو/ حزيران 2011، في ولايتي جنوب كردفان (المتاخمة للحدود مع جنوب السودان) والنيل الأزرق.
وأشار البرلماني إلى "تنسيق مصر مع قائد القوات التابعة لمجلس النواب المنعقد في طبرق (شرقي ليبيا)، خليفة حفتر، وحركات سودانية متمردة؛ لمحاصرة السودان وإضعافه، وإسقاط نظام الحكم فيه من جهة الغرب".
ودلل على ذلك بقوله: "مصر دعمت الحركات المتمردة بمعدات عسكرية خلال الهجوم الفاشل على إقليم دارفور (غربا) في أيار/ مايو الماضي"، وهو ما سبق أن نفته القاهرة.
وجدد السودان، الشكوى الخاصة بمثلث حلايب لدى مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة.
ومنذ 2003، تقاتل ثلاث حركات مسلحة رئيسية في دارفور ضد الحكومة السودانية، هي العدل والمساواة بزعامة جبريل إبراهيم، وجيش تحرير السودان بزعامة مني أركو مناوي، وتحرير السودان التي يقودها عبد الواحد نور.
وتتوتر العلاقات بين مصر والسودان من حين إلى آخر؛ جراء النزاع على مثلث حلايب وشلاتين وأبو رماد الحدودي، والموقف من سد "النهضة" الإثيوبي، إضافة إلى اتهامات سودانية للقاهرة بدعم متمردين مناهضين لنظام الرئيس عمر البشير، وهو ما تنفيه مصر.