بعد تغير المعادلات على الارض، وتشابك مصالح الدول التي تدير الصراع في ليبيا، علت دعوات ايجاد وقفة للحرب هناك. حيث دعا الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي ايمانويل ماكرون الى وقف عاجل لاطلاق النار في ليبيا واستئناف الحوار لحل الازمة في البلاد.
كلا الجانبين الروسي والفرنسي اللذان لا يخفيان علاقاتهما المميزة مع اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، وإن كانا ينفيان تقارير صحفية عن دعمهما قواته، اشتركا في إبداء انزعاجهما من الدعم العسكري الذي تقدمه تركيا لحكومة الوفاق والذي أفضى إلى تغيير موازين القوى.
اجتماع افتراضي، سبقه دعوة فرنسا والمانيا وايطاليا الاطراف الليبية الى وقف فوري دون شروط للقتال، ومطالبتها الاطراف الخارجية بإنهاء جميع اشكال التدخل والاحترام الكامل لحظر الاسلحة، خاصة بعد اعلان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن امكانية تدخل بلاده عسكريا في ليبيا وتسليح ابناء القبائل، وسط تعزيز التدخل التركي لصالح حكومة الوفاق في طرابلس، التي تستعد بدورها لشن هجوم لاستعادة السيطرة على مدينة سرت.
الصراع المستمر في ليبيا منذ سنوات، والذي اسفر عن مقتل الاف وتشريد الليبيين، جذب انتباه الولايات المتحدة ولكن في شقه الاقتصادي، حيث نددت بدخول مرتزقة من شركة فاغنر الروسية وجنسيات اخرى الى حقل الشرارة النفطي لمنع استئناف الصادرات بعد حصار دام أشهرا، معتبرة انه اعتداء مباشر على سيادة ليبيا وازدهارها، وضع اقلق الامم المتحدة ايضا التي اعربت عن خيبة املها في استمرار وجود جميع انواع القوات الاجنبية واستمرار ارسال الاسلحة الى ليبيا.