الجزيره
نفى المستشار السياسي للرئيس السوداني أن يكون اعتقال زعيم حزب المؤتمر الشعبي السوداني المعارض حسن الترابي جاء على خلفية تصريحاته حول وجود تزوير في الانتخابات الأخيرة، موضحا أن الاعتقال جاء نتيجة لنشر معلومات تمس الأمن القومي السوداني في صحيفة تابعة للحزب.
وقال مصطفى عثمان إسماعيل -في مؤتمر صحفي الاثنين في ختام زيارة للقاهرة رافقه فيها نافع علي نافع مساعد الرئيس السوداني- إن "قانون المطبوعات السوداني ينص على مسؤولية رئيس تحرير الصحيفة ورئيس الحزب التابعة له عما ينشر من معلومات كاذبة داخل الصحيفة".
وأضاف أن الصحيفة أوردت معلومات تشير إلى أن "قوات من الحرس الثوري الإيراني موجودة بالخرطوم وأنها تقوم بتصنيع أسلحة متطورة لصالح الحكومة السودانية، ويتم تسليمها إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة".
وأضاف إسماعيل أنه "سيتم رفع الأمر إلى القضاء السوداني للبت فيه، حيث يتعين على الترابي وصحيفته إثبات صحة هذه المعلومات حتى تتم تبرئته، وإن لم يستطع ذلك فسوف يلقى جزاءه من القضاء السوداني لما أحدثه من ضرر بالغ بالوطن وبالأمن السوداني".
احتجاج للمعارضة
من جهتها اعتبرت المعارضة السودانية اعتقال الترابي "ردة والتفافا على الحقوق التي انتزعتها خلال الفترة الماضية".
وهددت المعارضة -أثناء مؤتمر صحفي في الخرطوم- بتسيير مواكب احتجاجية في العاصمة والولايات "لإجبار الحكومة على التراجع".
ونقل مراسل الجزيرة نت في الخرطوم عماد عبد الهادي عن المعارضة الدعوة إلى "إنهاء" وجود المؤتمر الوطني في السلطة "تجنبا لمخاطر محدقة بالوطن"، معلنة أنها قررت إبقاء قيادتها في حالة انعقاد دائم.
وقالت مريم الصادق نائب الأمين العام لحزب الأمة القومي إن التحالف سيقاوم بكل الطرق السلمية قرارات الحكومة، وسيتخذ خطوات عملية سيفصح عنها في وقت لاحق.
ولم يستبعد عبد الله حسن أحمد نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي أن يواجه رؤساء أحزاب آخرون ذات الإجراء الذي وصفه بالقمعي والتعسفي، والذي ليس المقصود منه شخص الترابي وإنما هو "رسالة لبقية الأحزاب".
وكانت أجهزة الأمن السودانية اعتقلت الترابي مساء السبت الماضي من منزله بالخرطوم، دون أن توضح سبب الاعتقال، وقالت زوجته وصال المهدي للجزيرة إنه اعتقل بسبب تصريحات صحفية منسوبة إليه يشير فيها إلى تزوير الانتخابات الأخيرة في البلاد.
مسيرة
وفي الأثناء سير عدد من مناصري المؤتمر الشعبي مظاهرة منددين بالحكومة وبإجراءاتها التي وصفوها بالتعسفية.
وكان الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر قد صرح في وقت سابق بأن السلطات نقلت الترابي إلى سجن كوبر في الخرطوم بحري بعد اعتقاله من قبل جهاز الأمن منتصف الليلة الماضية.
وأوضح عمر للجزيرة أن الاعتقال تم بصورة مفاجئة ودون أن تعطي السلطات الأمنية أي مبررات له، كما أكد أن قوات عسكرية احتلت مقر صحيفة رأي الشعب الناطقة باسم حزب المؤتمر الشعبي ومنعت الصحفيين من دخوله.
ويقول مراقبون إن اعتقال الترابي ربما تم على خلفية التطورات الأمنية في دارفور، حيث تجددت المعارك بين القوات الحكومية وقوات حركة العدل والمساواة المتمردة في الإقليم والتي يُـتهم حزب المؤتمر الشعبي المعارض بدعمها.
يُذكر أن الترابي -الذي كان حليف الرئيس عمر حسن البشير قبل إبعاده عن السلطة عام 1999 على خلفية نزاع على السلطة والصلاحيات- اعتقل عدة مرات في السنوات الماضية.