قال رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك إنه بحث موضوع إدراج بلاده من جانب الولايات المتحدة كدولة راعية للإرهاب مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو خلال زيارته إلى الخرطوم.
ويأمل السودان في أن يزال اسمه من القائمة لكي يكون بالإمكان رفع العقوبات عنه.
وكانت البلاد قد أدرجت على القائمة منذ التسعينيات من القرن الماضي عندما عاش زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن هناك، ضيفاً لدى حكومة الرئيس السابق عمر البشير.
ومنذ ذلك الحين تمت الإطاحة بالبشير وتحسنت العلاقات مع الولايات المتحدة.
وكتب حمدوك في تغريدة له على تويتر يقول: "لقد أجرينا حواراً مباشراً وشفافاً حول إزالة اسم السودان من القائمة".
ويرد اسم السودان في القائمة إلى جانب كل من كوريا الشمالية وإيران وسوريا.
ويتطلع قادة البلاد إلى إنهاء العزلة الاقتصادية لبلادهم والحصول على مدخل إلى النظام المالي العالمي المبني على الدولار من أجل جذب القروض والاستثمارات.
وأحد الشروط الرئيسية التي وضعتها الولايات المتحدة لكي تتم إزالة اسم السودان من القائمة هو تعويض أُسر البحارة الأمريكيين الـ 17 الذين قضوا عندما تعرضت سفينتهم "يو أس أس كول" للتفجير من قبل تنظيم القاعدة في أحد موانئ اليمن في العام 2000.
وقد وافق السودان على ذلك في فبراير/ شباط الماضي.
"متفائل بعلاقات إسرائيلية - عربية أوثق"
في وقت سابق، قال بومبيو إنه على متن أول رحلة جوية مباشرة رسمية من تل أبيب إلى الخرطوم، والتي وصفت بـ "التاريخية" من جانب السفارة الأمريكية في القدس.
ويدفع بومبيو باتجاه إقامة علاقات أوثق بين إسرائيل والدول العربية خلال جولته الإقليمية في إسرائيل والسودان والبحرين والإمارات العربية المتحدة.
وخلال توقفه في إسرائيل، حث بومبيو المزيد من الدول العربية على عقد اتفاقية سلام مع إسرائيل.
وكان يشير بذلك إلى الاتفاق بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، الذي توسط فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، في وقت سابق من هذا الشهر.
وقال بومبيو إننا "متفائلون جداً بأن نرى دولاً عربية أخرى تنضم إلى هذا الاتفاق".
لكن الحكومة الانتقالية الحالية في السودان "لا تملك تفويضاً.. لاتخاذ قرار حول التطبيع مع إسرائيل"، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن المتحدث باسم الحكومة فيصل صالح.
هل هي حقبة جديدة بين إسرائيل والدول العربية؟
الاتفاقية الأخيرة هي فقط ثالث معاهدة سلام بين إسرائيل ودولة عربية.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الاتفاق يبشر بحقبة جديدة مضيفاً: "آمل أن تكون لدينا أخبار جيدة في المستقبل، وربما في المستقبل القريب".
ويعتقد مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون بأن البحرين وعمان والسودان قد تكون الدول التالية في توقيع اتفاق مع إسرائيل.
وفي فبراير / شباط الماضي، التقى نتنياهو مع رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان في أوغندا، وقالت إسرائيل بعد اللقاء إن البلدين اتفقا على التحرك نحو إقامة علاقات طبيعية.
غير أن وزارة الخارجية السودانية أقالت المتحدث باسمها الأسبوع الماضي بعد أن أشاد باتفاق السلام الإماراتي واصفاً إياه بأنه "خطوة شجاعة وجريئة".
وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات على السودان في أوائل التسعينيات من القرن الماضي عندما اتهمته بإيواء متشددين من بينهم أسامة بن لادن.
السودان: هل يمضي على خطى الإمارات في التطبيع مع إسرائيل؟
ووصل بومبيو إلى الخرطوم على متن طائرة قادمة من إسرائيل في أول رحلة مباشرة بين البلدين.
ورغم عدم وجود علاقات دبلوماسية بين تل أبيب والخرطوم، إلا أن العلاقات أصبحت دافئة في الآونة الأخيرة.
ولا تزال إسرائيل بالمعنى الحرفي للكلمة في حالة حرب مع السودان ولا تقيم علاقات دبلوماسية معها، حيث دعمت على مدار سنوات القوى الإسلامية المتشددة في عهد الرئيس المخلوع عمر البشير.
لكن الحكومة الانتقالية الجديدة في السودان تعهدت بالانفصال عن حقبة البشير عقب خلعه العام الماضي وسط احتجاجات شعبية مطالبة بالديمقراطية.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن بومبيو الذي سيلتقي برئيس المجلس السيادي الجنرال عبد الفتاح البرهان إلى جانب حمدوك سيبحث مواصلة الدعم الأمريكي للحكومة الانتقالية التي يقودها مدني و"سيعبر عن دعمه لتعميق العلاقة بين السودان وإسرائيل".
ومنذ يناير/ كانون ثاني الماضي، رفعت واشنطن مستوى تمثيلها الدبلوماسي في الخرطوم من القائم بالأعمال إلى إرسال سفير.
وتأتي زيارة بومبيو للسودان في وقت يعيش فيه هذا البلد أزمة اقتصادية عميقة- بالنظر إلى معاناته من عقود من العقوبات الأمريكية وانفصال الجنوب الغني بالنفط في عام 2011.