الجزيره
دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المجتمع الدولي السبت إلى دعم الحكومة الصومالية الحالية وقال إنها الفرصة المثلى لإحلال الاستقرار في الصومال الذي تعمه الفوضى. (20100522)
ولا تسيطر حكومة الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد الانتقالية الهشة والمدعومة من الغرب إلا على منطقة محدودة من العاصمة مقديشو وبمساعدة قوات من الاتحاد الأفريقي كما تتعرض لهجمات شبه يومية من قبل مناوئيها.
وقال بان في مؤتمر السياسة والأمن وإعادة البناء من أجل الصومال الذي افتتح السبت بمدينة إسطنبول التركية "تمثل الحكومة الاتحادية الانتقالية أفضل فرصة أمام الصومال منذ سنوات للإفلات من الدائرة المفرغة للحرب والكارثة الإنسانية".
وأضاف "السبيل الوحيد لإعادة الاستقرار هو دعم هذه الحكومة في جهودها للمصالحة وكذلك في محاربتها للتشدد إذا اقتضت الضرورة".
وتتعرض الحكومة الصومالية لهجمات شبه يومية من حركة الشباب المجاهدين التي تصفها واشنطن بأنها وكيل تنظيم القاعدة في المنطقة وكذلك من الحزب الإسلامي.
ودعا بان السلطات في الصومال للتغلب على الخلافات فيما بينها وحل نزاعاتها الداخلية "والتوحد في مواجهة خطر التشدد".
وبشأن القرصنة على السواحل الصومالية، قال بان إن الأمم المتحدة أجرت بعض الدراسات للتعامل مع هذه المشكلة، مضيفاً أن مجلس الأمن اتخذ بعض القرارات في هذه المسألة، وأنه سيعلن قريباً عن المواد المتعلقة باعتقال القراصنة وجلبهم للمحاكمة.
وأشار إلى أن القرصنة شكلت صفعة للنقل البحري الدولي في الصومال وتسببت بأزمة في البلاد.
جمع الخصوم
من جهته قال الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد إن حكومة بلاده تحاول جمع كل الخصوم معاً، لافتاً إلى وجود تقدّم ملحوظ نحو السلام، لكنه اعتبر أن الجهود المحلية والإقليمية والدولية المبذولة حتى الآن ليست كافية.
وأضاف في كلمة له بالمؤتمر، إن "للأصولية" تأثيرها الأكبر على البلاد، كما للقرصنة أيضا تأثيرها السلبي على البلاد. مبينا أن القرصنة ظهرت "بسبب الافتقاد لمؤسسات الدولة الفعالة"، وأن هذه المشكلة شوهت صورة الصومال.
ودعا المجتمع الدولي إلى تغيير آرائهم بشأن الصومال، وقال إن الحكومة الصومالية تحاول جمع الخصوم معاً، "وقد أحرزنا تقدماً ملحوظاً في اتجاه السلام. وما زلنا نمد يد السلام لهؤلاء الذين لا يريدون الإرهاب والعنف".
وأشار إلى أنهم يبذلون جهوداً سريعة لإعداد دستور دائم للبلاد قبل نهاية العام الجاري.
دعم إسلامي وتركي
بدوره قال الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو، إن الجهود الدولية ستساعد الصومال في التغلب على مشاكله، مشدداً على أن منظمته لن تترك الصومال وحيداً وستساهم في الجهود الدولية لإحلال السلام.
وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو شدّد في المؤتمر على ضرورة توسيع الدعم لإعادة السلام والاستقرار إلى الصومال، لافتاً إلى أن بلاده تواصل جهودها في هذا المجال.
وقال إن بلاده كشريك إستراتيجي للاتحاد الأفريقي، وعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي، تولي أهمية كبرى للوحدة والاستقرار والسلام في الصومال.
وأضاف "علينا توسيع دعمنا للحكومة الحالية في الصومال لاستعادة السلام والاستقرار". وذكر أن القرصنة لا تزال تشكل تهديداً على السواحل الصومالية، وأن بلاده اقترحت عدة مرات تعاوناً للقضاء على هذه المشكلة، وهي تدعم قرارات مجلس الأمن.
ولفت إلى أن جدول أعمال المؤتمر يتضمن مسائل أمنية والجهود السياسية في سبيل إعادة الإعمار في مقديشو وعملية السلام والتهديدات التي يواجهها أمن الصومال واستقراره.