20100525
المحيط
الدوحة: يصل غازي صلاح الدين مسؤول ملف دارفور ومبعوثاً من الرئيس السوداني عمر البشير إلى الدوحة الثلاثاء في اطار التشاور المستمر بين البلدين حول تطورات جهود السلام في حل قضية دارفور .
ونقلت صحيفة "الراية" القطرية عن رئيس وفد الحكومة السودانية لمفاوضات السلام في الدوحة أمين حسن عمر تاكيده: "على مضي الحكومة قدماً في طريق السلام حتى يتحقق عبر منبر الدوحة".
وأوضح عمر: "ان الحكومة مستعدة دائما لجولة التفاوض وان وفدها جاهز للذهاب في الموعد الذي حددته الوساطة في 28 من الشهر الجاري".
وتابع قائلا: "سنحضر للدوحة لنفاوض الحاضرين والراغبين في المفاوضات ولن نقبل بأي مفاوضات مشروطة مع أي طرف كان وأيا كان نوعها، ولن نقبل النظر في اي شرط يكون مقدمة لحضور المفاوضات ومن اراد الحضور والمشاركة فليأتي"، نافيا تأجيل المفاوضات وقال "نحن تلقينا دعوة من الوساطة باستئناف المفاوضات في الثامن والعشرين ولن نتلقى اي اخطار اخر مخالفا لهذا الموعد" ، "وأبدى تفاؤلاً بإمكانية تحقيق اختراق خلال الجولة المقبلة للمفاوضات يحقق السلام في دارفور".
وحول اتهامات زعيم حركة العدل والمساواة خليل ابراهيم بان منبر الدوحة غير محايد ، قال: "إن المبادرة الافريقية العربية برئاسة قطر هي مبادرة أممية دولية إفريقية لها تفويض محدد ومعلوم والحركة تريد اعادة هيكلة هذه الوساطة بما يلائمها وتريد إدخال اختصاصات لن ترد في التفويض الذي منح للوساطة،بجانب ادخال اطراف، والوساطة لم تدخلها اضافة إلى إملاء شروط على ما تتقدم به الوساطة من اقتراحات حتى تلاءم مواقف الحركة وهذا بالطبع كله مرفوض ويدل على عدم قدرة الحركة على استيعاب معنى التفاوض نفسه او على نوع كبير من التعالي على الوسطاء وعلى الفرقاء" ، مبينا ان مواقف الوساطة تم التأمين عليها في الاجتماع التشاوري بأديس أبابا ولذلك عندما يدعي طرف من المفاوضات بان الوساطة غير نزيهة ومحايدة، فان هذا الاتهام سيصوب للمجتمع الدولي الذي اعلن تأييده لهذه المبادرة.
وحول عدم حضور خليل ابراهيم لطاولة المفاوضات ، قال: المفاوضات ستستمر مع من حضر ورغبة في التفاوض للتوصل إلى تسوية سلمية اما الذي رفض خيار المفاوضات ، الدولة سوف تتعامل معه بالخيارات التي تتاح لاي دولة مسؤولة في اطار سيادتها الوطنية، وحول اجندة التفاوض أكد امين جاهزيتهم للتفاوض في اي موضوع مطروح من قبل الوساطة مشيرا إلى ان هناك ورقة مقدمة من الوساطة حول الترتيبات الامنية النهائية غالبا سنبدأ بها، ونوه انه ربما نتسلم مقترحات من الوساطة حول الشراكة في السلطة وقضايا قسمة الموارد وغيرها.
وحول الجهود التي تقوم بها الوساطة لحمل "خليل " للعودة لطاولة المفاوضات قال: لسنا طرفا في تلك المشاورات والحركة هي التي أخرجت نفسها من المفاوضات وهي التي يتوجب عليها بعد ذلك ان تعود او لاتعود.
واشترطت حركة العدل والمساواة السماح لزعيمها خليل إبراهيم بالعودة إلى إقليم دارفور مقابل مشاركتها في المفاوضات.
ويقيم خليل بطرابلس بعد أن رفضت السلطات التشادية عبوره أراضيها للذهاب إلى مناطق سيطرته في دارفور، وطلبت الخرطوم من طرابلس الضغط على خليل لحضه على العودة للمفاوضات.
وكانت حركة العدل والمساواة وقعت في فبراير/شباط الماضي في الدوحة اتفاقا لوقف اطلاق النار مرفق باتفاق سياسي كان يفترض ان يؤدي الى سلام دائم مع الخرطوم قبل 15 اذار/مارس.
ويذكر ان تصاعد القتال في اقليم دارفور والذي اندلع بعد انتخابات ابريل/ نيسان الماضي كان قد اضعف الآمال في استئناف محادثات السلام التي ترعاها قطر والتي كانت قد شهدت بعض التقدم بعد المصالحة السودانية-التشادية في شهر فبراير/ شباط الماضي والتي ادت الى توقيع اتفاق هدنة بين الحركة المتمردة والحكومة السودانية، الا ان هذا الاتفاق لم يصمد الا بضعة اشهر.
واوقفت حركة العدل والمساواة المحادثات مؤخرا بعد أن اجبرها القصف الحكومي على اعادة نشر قواتها وسمح للجيش بالسيطرة على أحد معاقل المتمردين على الحدود مع تشاد. وكانت النتيجة تجدد الاشتباكات بين متمردي حركة العدل والمساواة والجيش السوداني في ولايتي شمال وجنوب دارفور وبشكل شبه منتظم مؤخرا.