20100528
المحيط
القاهرة: كشفت مصادر مطلعة أن الرئيس الليبي معمر القذافي عرض التوسط بين مصر والسودان من جهة والدول الخمس الافريقية التي وقعت على اتفاقية تقاسم مياه النيل ، فيما طالب خبراء بضرورة التفاوض لحل هذه الأزمة وقطع الطريق على مخططات إسرائيل.
وذكرت صحيفة "المصري اليوم" المستقلة أن هناك اتصالات ليبية مصرية مكثفة بشأن عرض الوساطة الليبي الذي يهدف إلى إعادة الأطراف إلى طاولة المفاوضات مرة أخرى لحل البنود الخلافية حول الاتفاقية الإطارية الشاملة للتعاون.
وتمهد هذه الخطوة إلى إنشاء مفوضية عليا لدول الحوض، بما يحقق مصالحها دون الإضرار بأى دولة منها.
ووقعت دول اثيوبيا واوغندا ورواندا وتنزانيا في العاصمة الأوغندية، عنتيبي، في 14 من الشهر الجاري اتفاقا جديدا بشأن تقاسم مياه نهر النيل، على الرغم من مقاطعة مصر والسودان، ما دفع القاهرة الى اعلان ان الاتفاق غير ملزم لها.
وانضمت في وقت لاحق دولة كينيا الى الاتفاقية، التي اصطلح عليها مفوضية دول حوض النيل، فيما اشارت تقارير اخبارية الى ان بوروندي والكونغو ستوقعان الاتفاقية خلال أيام.
العودة للتفاوض
في سياق متصل ، أعرب سفير الدنمارك في القاهرة كريستيان هوبي عن امل بلاده في عودة دول حوض النيل إلى التفاوض بشأن الاتفاقية الاطارية لمبادرة حوض النيل.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن هوبي "الدنمارك بوصفها دولة من الدول المانحة لمبادرة حوض النيل ولديها اهتمام بهذا الموضوع لا تشعر بسعادة لتوقيع دول منبع حوض النيل على اتفاقية جديدة بدون مصر والسودان".
وأضاف "المهم الآن أن تجتمع الأطراف مرة أخرى للتفاوض لأنه بدون الاتفاق بين كافة دول حوض النيل فستكون هناك العديد من الأمور الصعبة للغاية فيما يخص التخطيط طويل المدى.. اننا نريد أن نرى اتفاقية بين كافة دول حوض النيل بما فيها مصر والسودان".
مخطط إسرائيلي
ودعا باحثون وخبراء إلى إيجاد آلية إفريقية تتولى إدارة ملف أزمة حوض النيل بما يحقق مصالح دوله ، مشددين على ضرورة أن تعود دول الحوض إلى التفاوض لإجهاض المخططات الخارجية الساعية لإشعال المواجهات بين شعوب المنطقة.
وقال الباحث في الشئون الإفريقية ودول حوض النيل حسن علي الشريف في مؤتمر دولي يعقده معهد البحوث والدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة "إن ثورة يوليو بقيادة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أولت اهتماما كبيرا لكيفية المحافظة والاستفادة من مياه النيل وذلك لمواجهة متطلبات الخطط التنموية، في المقابل راحت الولايات المتحدة تثير القلاقل حول مصر، حيث كثف قادتها لقاءاتهم بالمسؤولين الإثيوبيين بهدف تحريضهم ضد مصر والسودان بشأن مشروع السد العالي وأوعزت لإثيوبيا أن تحتفظ بحق استعمالها الخاص مستقبلا لموارد النيل وتصرفاته".
وأضاف في "ورقة بحثية بعنوان الدور الأمريكي الإسرائيلي في بحيرتي تانا وفيكتوريا": "الولايات المتحدة وإسرائيل منذ ذلك الحين كثفتا تواجدهما في إثيوبيا بهدف تهديد مصر والسودان من خلال مياه النيل".
وتابع "زرعت إسرائيل عناصر كثيرة من أجهزة المخابرات التابعة لها لمراقبة دول الحوض وتغلغلت في كثير من المؤسسات الإثيوبية".
من جهته، قال أستاذ التاريخ بجامعة المنصورة زكي البحيري إن مصر تركت فراغا خلال ال30 عاما الماضية في إفريقيا وخاصة دول حوض النيل، ما دفع إسرائيل ودولا أخرى كبرى مثل الولايات المتحدة والصين إلى ملء هذا الفراغ . ودعا الحكومة المصرية إلى لعب دور تنموي في دول حوض النيل .