المحيط
تونس: صعّد المدوّنون ومستعملو الانترنت في تونس خلال الفترة الأخيرة من احتجاجاتهم ضد ما يعتبرونه "رقابة زائدة عن الحدّ" من قبل الحكومة على شبكة الإنترنت و"قصفا عشوائيا" للمدوّنات والمواقع الالكترونيّة.
وانطلقت منذ مطلع شهر مايو الجاري "مظاهرات إلكترونية" (ما زالت متواصلة) ضد "الوكالة التونسية للإنترنت" وهي هيئة حكومية يعتقدون أنها الرقيب الإلكتروني الرّسمي في البلاد.
وذكرت جريدة "الشبيبة" العمانية أن المتظاهرين أسسوا موقعا الكترونيا خاصا أطلقوا عليه اسم "عمّار 404" ليكون فضاء للتظاهر. كما اختاروا عبارة "سيّب صالح" التي تعني في اللهجة العاميّة التونسية "كفاية، اتركني وشأني" شعارا لحملتهم.
إلا أنّ هذا الموقع حجب بعد ساعات قليلة من إطلاقه، مما حدا بالمحتجّين إلى نقل التّظاهر إلى مدوّناتهم وصفحاتهم الشخصية على الشبكات الالكترونية الاجتماعية وأشهرها "فيسبوك".
وقال الصّحفي والمدوّن التونسي سفيان الشورابي (28 سنة) وهو أحد المشاركين في حملة "سيّب صالح" :" إنّ المظاهرة متواصلة إلى أجل غير مسمّى وأن عدد المشاركين فيها وصل حاليا إلى 22ألفا بينهم حوالي 350 زودوا الحملة بصور ومقاطع فيديو صمّموها وأخرجوها خصيصا لهذا الحدث ".
وأضاف الشورابي "ان أناسا عاديين من داخل تونس وخارجها انخرطوا في الحملة وأن من بين هؤلاء سياحا أوروبيين (اعتادوا قضاء عطلهم في تونس) قالوا إنهم لن يحلّوا مجددا بالبلاد سائحين ما لم يتم رفع الحجب عن المواقع الشهيرة لتبادل مقاطع الفيديو (يوتيوب، ديلي موشن، وات تي في) وتبادل الصور (فليكر) التي لا يمكن النفاذ إليها من تونس إلا باستعمال كاسرات الحجب:"بروكسي" ".
وحاول المدونون الخروج في مظاهرة حقيقية وسط العاصمة تونس يوم 22 مايو الجاري لكن وزارة الداخلية التونسية منعتهم من ذلك.
وكان المدونون ياسين العياري وهو مهندس في تكنولوجيا المعلومات وسليم عمامو (صاحب شركة خاصة لتكنولوجيا المعلومات) ولينا بن مهني (أستاذة انجليزية بالجامعة التونسية) دعوا إلى تنظيم "مظاهرة سلمية" أمام مقر "وزارة تكنولوجيا الاتصالات" التي تشرف على تنظيم قطاع الانترنت في البلاد للمطالبة بـ"الإيقاف الفوري والتام " لحجب مواقع الإنترنت ورفع الحظر عن كل المواقع الإلكترونية المحجوبة.
وأعلن هؤلاء في بيان بثته على نطاق واسع مدوّنات ومنتديات إلكترونية تونسية أنهم وجهوا رسالة عبر البريد إلى وزير الداخلية التونسي رفيق بلحاج قاسم أبلغوه فيها بمكان وتوقيت المظاهرة والهدف من تنظيمها.
وأوضحوا في البيان الذي حصلت وكالة الألمانية (د.ب.أ) على نسخة منه أنّ المظاهرة "لا تتبع أي حزب أو جمعية تونسية" ودعوا من يرغب بالمشاركة فيها إلى "عدم جلب لافتات أو التغنّي بشعارات قد تعطي معنى سياسي أو ديني للمظاهرة".
وأشاروا إلى أنهم حشدوا دعما إلكترونيا دوليا لتحركهم هذا وأن "المظاهرة ستجري بشكل متزامن" أمام القنصليات العامة لتونس في مدن باريس الفرنسية وبون الألمانية وبروكسل البلجيكية ومونتريال الكندية ونيويورك الأمريكية.
وذكرت تقارير إخبارية نشرتها مواقع الكترونية تونسية معارضة أن "المئات من الشباب التونسي المتضرر من عمليات الحجب" قرّروا المشاركة في هذا "التحرّك الاحتجاجي" من خلال النّزول إلى شارع الحبيب بورقيبة (الشارع الرئيسي بالعاصمة تونس) مرتدين أقمصة بيضاء كتبت عليها شعارات "مناهضة" لحجب مواقع الانترنت في تونس.