المحيط
باريس : في صفعة لمثيري الأزمة الكروية بين البلدين ، كشفت تقارير صحفية الاثنين أن الرئيسين المصري حسني مبارك والجزائري عبد العزيز بوتفليقة تعانقا عناقا حارا قبيل بدء الجلسة الافتتاحية لقمة فرنسا - إفريقيا فى مينة نيس الفرنسية وذلك عندما دخل الرئيس مبارك قاعة "أكروبوليس" التى تعقد فيها القمة بصحبة الرئيس الفرنسى ساركوزى .
وذكر التليفزيون المصري أنه فى أول لقاء بين الرئيس حسنى مبارك والرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة فى أعقاب أزمة مباراة كرة القدم الأخيرة بين منتخبي مصر والجزائر تصافح الرئيسان بحرارة وتعانقا فى لقاء أخوى حميمى يعكس عمق العلاقات القوية بينهما وما يحمله كل منهما للآخر من تقدير ومحبة ".
وقد هنأ الرئيس بوتفليقة أخيه الرئيس مبارك بسلامته وتعافيه بعد العملية الجراحية التى أجريت له فى ألمانيا مؤخرا.
ومن جانبه ، أعرب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزى عن تقديره لهذا اللقاء بين الرئيسين .
وكان مبارك رفض في كلمته أمام خلال الجلسة الأولى المغلقة لقمة "إفريقيا - فرنسا" استمرار ما تتعرض له القارة الإفريقية من تهميش فى النظام الدولى الراهن ، داعيا الدول الإفريقية إلى التمسك بتعزيز مشاركتها فى دوائر صنع القرار الدولى على الأصعدة السياسية والاقتصادية والتجارية والمالية.
وأعرب مبارك عن تطلعه لدعم فرنسا وشركاء إفريقيا الدوليين لهذا المطلب المشروع ، مؤكدا أن الموقف الإفريقى يستمد شرعيته من اعتبارات عديدة ، كما أن الدعوة لتحقيق الديمقراطية داخل الدول لابد أن تقترن بدعوة مماثلة لتحقيق ديمقراطية التعامل الدولى وداخل المنظمات والمؤسسات والتجمعات الدولية.
وفي مداخلة أمام الجلسة الثانية للقمة ، طالب الرئيس مبارك المجتمع الدولى وشركاء التنمية بتقديم الدعم اللازم لاستكمال عناصر منظومة الاتحاد الإفريقى للتعامل مع النزاعات والنهوض بمهامها على النحو المنشود.
وقال مبارك بشأن السلم والأمن فى إفريقيا :" إن العلاقات الوطيدة بين تحقيق الاستقرار وجهود التنمية الأفريقية تؤكد الحاجة لاستكمال منظومة الاتحاد الإفريقى للأمن والسلم بكافة حلقاتها", مؤكدا ضرورة إقامة آلية للتنسيق بين مجلسى الأمن والسلم الأفريقى والأمن الدولى فى إطار الفصل الثامن من ميثاق الأمم المتحدة وعلى نحو ما سبق أن طرحته مصر وتم الترحيب به على المستويين الأفريقى والدولى.
وأضاف أن الحوار والتعاون بين الدول الأفريقية هو الطريق للمستقبل الأفضل، معربا عن اقتناعه بأن مصائر هذه الدول بأيديها وأن تحقيق السلم والأمن والتنمية للشعوب الأفريقية هى مسئولية تقع على الجميع.
وتابع " إننا نسعى جاهدين لتغيير الواقع الأفريقى الراهن لواقع أفضل من خلال برامج اقتصادية تقوم على الإصلاح
والتنوع والتكامل وخطوات لدعم التجارة البينية وتعزيز التنمية الزراعية والصناعية وتحقيق الأمن الغذائى والتعاون فى مجالات البنية الأساسية ومشروعات الكهرباء وإدارة موارد المياه"، مضيفا "أننا نتمسك فى ذات الوقت بإنهاء ما تتعرض له القارة من تهميش كى تشارك بصوت قوى ومسموع فى صنع القرار السياسى والاقتصادى على المستوى الدولى".
وطرح الرئيس مبارك رؤيته لتطوير الإطار المؤسسى للتعاون بين إفريقيا وفرنسا والتى تتمثل فى ضرورة التركيز على قضايا التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية إلى جانب الملفات السياسية بما يأخذ فى الاعتبار أولويات القارة لتحقيق التنمية الشاملة لشعوبها، وأن يصدر فى ختام القمة إعلان سياسى واقتصادى جامع حول هذا التعاون يحدد مجالاته وأهدافه وبرامجه.
وطالب فى هذا الصدد بضرورة اعتماد خطة عمل مشتركة بمشروعات محددة تغطى عددا من الأولويات القطاعية، خاصة فى مجالات البنية الأساسية وقطاعات الإنتاج والخدمات على أن يلتزم الجميع بتنفيذها وفق إطار زمنى محدد مع المراجعة الدورية على المستوى الوزارى ومستوى القمة.
كما طالب بضرورة إنشاء آلية للمتابعة تضم ممثلين عن الوزارات والمؤسسات الفرنسية المعنية وسفراء الدول الأفريقية المعتمدين فى باريس وأن تعقد اجتماعات دورية ربع سنوية لمتابعة تنفيذ قرارات القمة وخطط العمل الصادرة عنها وترفع تقاريرها للمستوى الوزارى .. ومنه لمستوى القمة.
ودعا مبارك إلى ضرورة دراسة إنشاء صندوق خاص لتمويل مشروعات التعاون بين الجانبين فى مجال التنمية البشرية وبحث مصادر تمويله من جانب شركاء التنمية وبالتنسيق مع المؤسسات المالية الوطنية والإقليمية والدولية مع إيلاء اهتمام خاص لصيغة التعاون الثلاثى بين هذا الصندوق والصناديق الأفريقية المماثلة، كالصندوق المصرى للتعاون الفنى مع إفريقيا.
وكانت بدأت ظهر الاثنين بمدينة نيس الفرنسية أعمال قمة إفريقيا - فرنسا الخامسة والعشرين بمشاركة 33 رئيس دولة إفريقية ، بالإضافة إلى الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى و5 رؤساء حكومة ورؤساء وفود.
واستقبل مبارك صباح الاثنين بمقر اقامته بمدينة نيس الفرنسية رئيس جهورية نيجيريا الاتحادية جوناثان جوودلووك كما استقبل لوران لوجا فولوجا رئيس المجلس الاقتصادى والاجتماعى فى جمهورية كوت ديفوار والذى يرأس وفد بلاده فى أعمال القمة .