20100605
المحيط
قال المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية و"رئيس الجمعية الوطنية للتغيير"، الدكتور محمد البرادعي، إن التغيير في مصر لن يتحقق الا من خلال انضمام ملايين من المصريين وانه لن يترشح للرئاسه ما لم تتحقق المطالب السبعة كلها.
واضاف خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده امس الجمعة أثناء زيارته لمحافظة الفيوم (80 كلم جنوب القاهرة) :"انا زعيم وطنى مثل غاندى ومارتن لوثر كينج الذين حققوا تغيير فى وطنهم ولم يحصلوا على اى منصب و انا لا اطمع فى أي منصب او اى شىء ،واتمنى ان ارى مصر وطنى مثل بقية الدول التى زرتها التى كانت ورائنا وتقدمت علينا بسبب ادارتهم الرشيده لموارد الدوله".
وحسبما ذكرت صحيفة "الدستور" المستقلة، ألقى البرادعى كلمته امام منزل الدكتور طه عبد التواب -الذي كان قد تعرض للتعذيب لتأييده البرادعي- وأشار فيها إلى ان الشباب هم الاساس وسيقودون التغيير مؤكدا أن التغيير لن يحدث طالما هناك خوف ولن يحدث التغيير من خلال شخص بعينه بل بتكاتف المصريين.
وكان الآلاف من أهالي الفيوم من مؤيدي البرادعي احتشدوا حوله بعد خروجه من مسجد مبارك بمركز سنورس، بعد ادائه صلاة الجمعة، هاتفين "يا برادعي قول للناس الدستور هو الاساس".
ورد البرادعي على الأهالي الذين التفوا حوله قائلا: "انا هنا فى الفيوم مع اهل وطنى واى جزء من مصر هو وطنى وما نريده هو ان نكون احرارا ونريد ان نرسل صيحة قويه للنظام بضرورة ان تصبح الانتخابات القادمه نزيهة".
وتأتي زيارة البرادعي للفيوم في ظل انتقادات حادة بدأت توجه للبرادعي من قيادات "الوطنية للتغيير" على خلفية سفره المتكرر للخارج، ووصفه العديد من قيادات الجمعية بأنه تناقض بين خطابه وسلوكه، وتعويله على جمع توقيعات ترشحه للرئاسة، دون الالتفات إلى المطالب التي تأسست من أجلها الجمعية.
والتف قياديون من تيارات معارضة مختلفة في مصر حول البرادعي منذ إعلانه النية للترشح في الانتخابات الرئاسية المصرية المقرر لها عام 2011، لكنه اشترط أن يجري تعديل دستوري ييسر شروط الترشح.
وعاد البرادعي إلى مصر مطلع العام الجاري، حيث جرى تأسيس الجمعية، والقيام بجولات محدودة في عدة مناطق بالقاهرة والدلتا، قبل أن يغيب طوال الأسبوعين الماضيين خارج البلاد، وهو الأمر الذي أثار انتقادات حادة من قيادات وكوادر في الجمعية، التي طالبته بتحديد أولوياته.
ولوحت قيادات بالجمعية بتقديم استقالتها اعتراضا على تمسك البرادعي بارتباطاته الخارجية، لكن هذه القيادات أعلنت أمس تراجعها عن موقفها بعد اجتماع الأمانة العامة للجمعية أول من أمس.
وقال حمدى قنديل في تصريح خاص لشبكة الإعلام العربية "محيط": " لقد تراجعت أنا والدكتور حسن نافعة عن الاستقالات التي تقدمنا بها بعد رفض أعضاء الجمعية قبول الاستقالات" مشيراً إلى أن أعضاء الجمعية أكدوا أن توقيت تقديمهما الاستقالة غير مناسب نظراً لأن الأوضاع الراهنة في مصر تحتاج إلى توحيد الصف وتكاتف الجهود من أجل إنجاز الهدف الذي تشكلت من أجله الجمعية وهو التغيير.
واضاف: "إن أعضاء الأمانة العامة للجمعية تعهدوا بتكثيف الجهود في المرحلة المقبلة والتواصل مع الشارع من أجل إحداث ضغط شعبي على النظام للوصول إلى التغيرات السبعة التي تطالب بها الجمعية".
وأوضح قنديل أن البرنامج الذي تم التوافق عليه لا يشترط وجود الدكتور البرادعى مشيراً إلى أنه تم الاتفاق مع البرادعي على تكثيف عمله أثناء وجوده بمصر.
وكشف قنديل عن عزم الأمانة العامة إشهار الجمعية الوطنية للتغيير بوزارة التضامن الاجتماعي الأمر الذي من شأنه اتخاذ مقر ثابت للجمعية لمدة 5 سنوات مشيراً إلى أن القرار بهذا الخصوص سيتخذ خلال أسبوعين.
من جانبه، قال الدكتور حسن نافعة لـ "محيط" : "أنه تقدم باستقالته من منصبه كمنسق عام للجمعية الوطنية للتغيير وليس من الجمعية".
وأوضح نافعة أنه تقدم باستقالته نتيجة لشعوره بعدم تعاون الأمانة العامة للجمعية الوطنية للتغيير معه بالشكل المطلوب إلى جانب عدم استكمال الهياكل التنظيمية للجمعية كما كان مخطط له، وهو الأمر الذي من شأنه أن يؤثر سلبا على طبيعة دوره والهدف الذي قامت الجمعية من أجله وهو التغيير.
وأرجع نافعة عدولُه عن الاستقالة إلى تعهد أعضاء الأمانة العامة بزيادة التعاون في المرحلة المقبلة وإيجاد سبل مناسبة لتفعيل هيئات وآليات الجمعية لإنجاز عملية التغيير المطلوبة.
وأكد على أنه سيعاود تقديم استقالته في حالة عدم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، مشيراً إلى أن تم الاتفاق مع الدكتور البرادعي على تكثيف نشاطه في مصر أثناء وجوده نظراً لارتباطاته الدولية.