20100605
المحيط
نجت طائرة جزائرية من نوع (بوينج ـ 737) الخميس، من كارثة محققة بمطار الشهيد رفيق الحريري بيروت، بعدما نجح قائدها في النزول الفوري والاضطراري في المطار بعد أن بدأت النيران تلتهم أحد محركاتها، دون أن يخلف الحادث أية إصابات في صفوف الركاب الـ 57 الذين كانوا على متنها.
وأفاد مصدر مطلع على الحادثة من بيروت لجريدة "الخبر"، أن الطائرة الجزائرية التي كانت تقوم برحلة عادية تحت رقم (4016) من الجزائر إلى بيروت تعرضت لعطل فني طرأ على أحد محركاتها قبيل هبوطها في مطار بيروت الدولي، وأدى هذا العطل إلى إشعال المحرك، لكن طاقم الطائرة تمكن من السيطرة على الحادث والنزول على مدرج المطار، دون أن يصاب أي من الركاب بأذى.
ويشرح المصدر تفاصيل الحادث ويوضح أن "قائد الطائرة تفطن للعطل وأبلغ برج المراقبة في مطار بيروت، حيث بادرت فرق الإطفاء إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة تحسبا لأي طارىء "، مشيرا إلى أن الطائرة الجزائرية ما زالت جاثمة على مطار بيروت لإجراء عمليات الصيانة وإصلاح العطل، فيما تكفل مكتب الخطوط الجوية الجزائرية في مطار بيروت بعملية تحويل المسافرين الذين كان يفترض أن تقلهم الطائرة في رحلة العودة من بيروت إلى الجزائر، عبر الطائرة الجزائرية القادمة من مطار دبي.
وقام السفير الجزائري في بيروت ابراهيم حاصي بزيارة إلى طاقم الطائرة الجزائرية للاطمئنان عليهم وتهنئتهم بالسلامة، وعلى كفاءتهم وروح المسئولية المهنية التي ساهمت في تجنب وقوع الكارثة وإنزال الطارئة بسلامة ونجاة كامل الركاب، والحفاظ على سمعة الجزائر وشركة الخطوط الجوية الجزائرية.
ولم يصدر أي بيان عن شركة الخطوط الجوية الجزائرية أو معلومات بشأن الحادث، ورفض مدير الشركة وحيد بوعبد الله في اتصال هاتفي معه التعليق على الحادث وقال إنه لا يملك المعلومات الكافية بشأنه.
وسارعت عائلات بعض الجزائريين والأجانب الذين كانوا على متن الطائرة، إلى الاتصال بسلطات مطار الجزائر الدولي ومكتب الخطوط الجوية الجزائرية للتأكد من سلامة أهاليهم المسافرين على متن ذات الرحلة.
وقالت مديرة شركة سياحية كانت على متن الطائرة الجزائرية في اتصال مع "الخبر" من بيروت :" إن الركاب شعروا بحدوث شيء ما عندما حاولت الطائرة النزول في المرة الأولى، قبل أن يعاود قائد الطائرة الصعود ظنا منه أن الأمر يتعلق باحتكاك أرضي، لكنه سارع إلى النزول مجددا بعد تصاعد الدخان من أحد جناحي الطائرة ".
وأضافت "لحسن الحظ لم يكن هناك أي ضحايا ما عدا حالة من الخوف والرعب انتابت الركاب، بعد تشغيل طاقم الطائرة لجهاز الإطفاء الآلي، وطلبه من المسافرين الهدوء ".
وأوضحت مديرة الشركة " كتب لنا عمر جديد لأننا كنا على بعد خطوة من الموت خاصة عندما حدث ارتجاج شديد للطائرة ".
وتابعت المتحدثة :" إنها شاهدت سيارات المطافئ والإسعاف تسارع إلى مكان الطائرة لرمي رغوة المياه على الطائرة ومحيطها لمنع حدوث حريق . كما تم نقل خمسة من الركاب إلى المستشفى بعد إصابتهم بحالة شديدة من الخوف ".
وقد تأخرت الطائرة في الوصول إلى المطار بساعة كاملة، حيث كان من المفترض أن تصل عند الساعة التاسعة وخمس وأربعين دقيقة، لكنها وصلت في حدود الساعة العاشرة وخمسين دقيقة.
من جانبها أكدت السلطات اللبنانية وقوع الحادث، وقالت الوكالة الوطنية للإعلام :" إن طائرة (البوينج ـ 737) الجزائرية نجت من كارثة محققة عند اقترابها من مدرج مطار بيروت ".
ونقلت الوكالة عن سلطات مطار بيروت أن "قائد الطائرة الجزائرية شعر لدى وصولها إلى المطار بقليل، بارتجاج في محركها الأيمن رقم واحد فعمد إلى تشغيل جهاز الإطفاء الآلي داخل المحرك المذكور، وذلك في حركة استباقية لمنع أي احتراق داخله ".
وأكد المصدر نفسه أن الطائرة الجزائرية هبطت بعد ذلك بشكل عادي ونزل ركابها بسلام، دون أن يصاب أي منهم بأذى