20100606
المحيط
حذر الرئيس السوداني عمر البشير من ان يكون انفصال الجنوب عن الشمال بعد استفتاء يناير/كانون الثاني المقبل "عامل انفجار" ، مؤكدا أن الجولة الحالية من محادثات السلام بدارفور التي ستبدأ في الدوحة الأحد ستكون المفاوضات الاخيرة مع أي جماعة مسلحة في السودان .
وقال البشير في اجتماع لمجلس شورى حزب المؤتمر الوطني الحاكم بزعامته في ساعة متأخرة مساء السبت "ما قبلناه في الانتخابات بالجنوب لن نقبله في الاستفتاء ونريد المحافظة على وحدة السودان لمصلحة المواطن في الجنوب والشمال".
ومن المقرر ان يصوت جنوب السودان المنتج للنفط خلال سبعة اشهر في استفتاء بشأن حق تقرير المصير ، وسط استمرار الخلافات بشأن الحدود بين الشمال والجنوب والتي يوجد بمحاذاتها كثير من احتياطيات النفط لم يتم الاتفاق عليها بعد.
وحذر البشير من ان تقود مثل هذه المشكلات الى تجدد الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب ضاربا امثلة بالعديد من تجارب الدول التي شهدت حالات انفصال اذ قال: "كل التجارب في العالم تقول ان البلاد التي تقسمت ذهبت الى الحرب واقرب مثال الهند وباكستان واريتريا واثيوبيا فما بالنا نحن الذين لدينا هذه الحدود الطويلة والتداخل القبلي والثقافي".
محادثات الدوحة
وقال البشير :" إن جولة الدوحة الحالية ستكون الاخيرة في التفاوض مع اي جماعة مسلحة ، لن تكون هناك شرعية من خلال السلاح وانما الشرعية فقط ستكون من خلال صندوق الاقتراع" ، في اشارة الى نتائج الانتخابات ابريل/ نيسان في السودان التي فاز فيها البشير بدورة رئاسية جديدة .
وتسعى الخرطوم جاهدة بعد ان وقعت على اتفاقية السلام مع الجنوب لاقفال ملف التمرد في دارفور الذي يعد احدى اكبر المشكلات التي تواجهها منذ شنت الخرطوم حملة ضد التمرد في عام 2003 في مواجهة المتمردين الدارفوريين، وجيش ميلشيات قبلية ادت الى مقتل الالاف في الحرب الدائرة هناك.
وتمثل الانقسامات بين فصائل القوات المتمردة في دارفور وقتال المتمردين اكبر عقبتين امام محادثات السلام المستمرة معهم منذ عام 2003 في تشاد ونيجيريا وليبيا قبل الانتقال الى الدوحة.
الحكومة السودانية
واشار البشير الذي قام بحل الحكومة الاسبوع الماضي استعدادا لتشكيل حكومة جديدة في ضوء الاستحقاق الانتخابي الاخير الى انه سيعطي الى الحركة الشعبية لتحرير السودان الشريك الاساسي في حكومة الوحدة الوطنية وزارة سيادية هي وزارة النفط بدلا من وزارة الخارجية التي كانت من حصتها في الحكومة السابقة.
وقال "سيحصلون ايضا على 30 بالمائة من مقاعد البرلمان وسيحتفظون بكل الحقائب الوزارية التي كانت لهم في الحكومة السابقة باستثناء وزارة الخارجية".
واضاف ان الحركة الشعبية لتحرير السودان شكت من عدم حصولها على عائدات نفط كافية والتي يفترض ان تقسم مناصفة تقريبا بموجب اتفاقية سلام ابرمت عام 2005 ومن ثم فقد اعطاها وزارة الطاقة.
وينتج السودان حوالي 500 الف برميل من النفط يوميا ويقدر احتياطيه النفطي ب ستة مليارات برميل ، يقع معطمه على الحدود بين الشمال والجنوب،وظل تقسيم عائدات النفط مصدرا للتوتر بين الشريكين.