20100608
المحيط
ذكرت تقارير صحفية أن عددا من كبار المسئولين المصريين عقدوا عدة لقاءات خلال الأيام القليلة الماضية مع عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، في محاولة لإقناعه بالعدول عن قراره الذي سبق وأعلن عنه بعدم رغبته في تمديد مهمته كأمين عام للجامعة العربية والمقرر أن تنتهي في مايو/ايار 2011.
وكان موسى قد صرح أكثر من مرة خلال الأشهر الماضية، بما فى ذلك أمام القمة العربية الأخيرة المنعقدة قى نهاية شهر مارس الماضي بمدينة سرت الليبية، بأن عشر سنوات فى منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية تكفى وأنه لا رغبة له فى المضى أكثر من ذلك فى تحمل مسئولية لا تبدو الدول العربية مهتمة كثيرا بدعمها.
وتقول التقارير إن الحيثيات المقدمة لموسى لمطالبته بالبقاء والترتيب المطروح عليه للبقاء قد تدفعه لإعادة النظر فى الرحيل عن الجامعة العربية ربما إلى تقاعد لا يتفق مع طبيعته الراغبة دوما فى الحركة والتواصل.
وأشارت إلى أن القاهرة تبدو مهتمة الآن بالنظر فيما طرحه موسى على قمة سرت من مبادرة للجوار العربى تشمل دوائر آسيوية وأوروبية، والأهم أفريقية فيها معظم دول حوض النيل الذى وقعت خمس من بين سبع من دول منبعه مؤخرا اتفاقية تنال من حصة مصر التاريخية من مياه النيل.
وحسبما ذكرت صحيفة "الشروق" المستقلة، فإن الحذر يسيطر على علاقات المسئولين المصريين بالأمين العام لجامعة الدول العربية لما يقولون به من أن موسى "خرج من وزارة الخارجية" فى عام 2001 بعد ترشيحه من الرئيس حسنى مبارك للمنصب الأعلى فى المنظمة العربية، "مغضوبا عليه" بسبب مواقفه وتصريحاته المعلنة ضد السياسات الإسرائيلية والأمريكية فى المنطقة العربية.
لكن استقبال مبارك لموسى فى مقر رئاسة الجمهورية في 23 مايو الماضي، والذي كان الأول بين الاثنين منذ أشهر، كان له تأثير جديد.
وصرح موسى عقب لقاء مبارك، بأنه لم يتخذ قرارا بشأن البقاء في منصبه امينا عاما للجامعة لما بعد العام المقبل 2011 حيث تنتهي ولايته الثانية.
وقال ردا على سؤال إذا كان سيبقى أمينا عاما للجامعة العربية بعد عام 2011، أنه يجري حاليا "بعض الترتيبات للتوصل إلى قرار نهائي في هذا الشأن، خاصة وأن هناك وقتا متاحا لمناقشته".
وكان موسى، الذي تنتهي ولايته الثانية على رأس جامعة الدول العربية في مايو-آيار للعام 2011، اعلن نهاية العام الماضي انه لن يترشح لفترة جديدة.
وسبق ان طالبت الجزائر بتدوير منصب الامين العام وعدم قصره على دولة المقر (مصر) وإتاحة الفرصة للدول العربية لتقديم مرشحين لتولي المنصب، لكنها سحبت هذا المقترح إثر اتصالات مصرية- جزائرية قبل القمة العربية التي عقدت بالجزائر عام 2005.
لكن مصر تؤكد على ضرورة ان يكون الامين العام المقبل للجامعة العربية مصريا، وتقول ان اختيار الأمين العام من البلد التى يتواجد فيه مقر المنظمة العربية هو أمر يسهل من قيامه بمهام عمله
وقال دبلوماسيون عرب في وقت سابق إن موسى لن يقبل اقتراحات، أو حتى ضغوط، لتمديد مدة منصبه المفترضة النفاد فى مايو 2011 ولو لمدة عامين، بينما أكد مصدر رسمى مصرى أن تقدير القاهرة هو "أن موسى ليس منفتحا على فكرة التمديد وأنه يرى أنه فعل ما بوسعه منذ أن قبل بمنصبه والذى تولاه فى مايو 2001".
ولكنهم أكدوا أن موسى، بما له من مواقف اتخذها خلال عمله وزيرا لخارجية مصر فى عقد التسعينيات، له مكانة فى الشارع العربى وفى الدوائر الرسمية العربية تجعل من الممكن القبول بالتمديد له. ولكن فى حال عدم التمديد لموسى فإن الأمر، على حد قول أحدهم "ليس مجرد أى مسئول مصرى".
الجزائر وتدوير المنصب
كانت الجزائر أكدت في وقت سابق تمسكها بمبدأ تدوير منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية واتهمت القاهرة بمحاولة إبقاء احتكارها للمنصب مع قرب انتهاء ولاية الأمين الحالي عمرو موسى.
وقال عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الجزائري، الممثل الشخصي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، لصحيفة ''الخبر" الجزائرية: "'لست معنيا بالترشح لهذا المنصب، والجزائر ليس لديها أية مشكلة مع الرئاسة المصرية للجامعة العربية إذا كانت هذه إرادة غالبية الدول الأعضاء''، غير أنه شدد بالمقابل بأن الجزائر متمسكة بمبدأ تدوير منصب الأمين العام لأنه لا يوجد في السياسة حقوق مكتسبة.
في المقابل، أكد وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط في تصريحات سابقة له أن الامين العام المقبل لجامعة الدول العربية بعد انتهاء ولاية الامين الحالي عمرو موسى سيكون مصريا. وقال في حديث مع التلفزيون المصري إن "الامين العام المقبل للجامعة العربية سيكون مصريا والعرب متفقون على هذا المنهج".
وأوضح أن "اختيار منصب الأمين العام للجامعة العربية يكون من البلد التي يتواجد بها مقر المنظمة العربية وهو أمر يسهل من قيامه بمهام عمله"، مؤكدا على وجود "إجماع عربي على هذا الأمر".
وقلل أبو الغيط من محاولات بعض الدول العربية تدوير منصب الأمين العام، مؤكدا أن "هذه المسألة محسومة بالنسبة لمصر..إذا كنا نسعى إلى عمل عربي إلى الأمام دعونا نر أمينا عاما قادرا على العمل في مقر الجامعة في القاهرة".