20100608
المحيط
شنت الحركة الشعبية لتحرير السودان هجوما عنيفا ضد الرئيس السوداني عمر البشير ووصفت حكمه بأنه أشبه بنظام الرئيس اليوغسلافي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش، واستنكرت دعوته "نفرة الوحدة".
وكشف الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم لصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية الصادرة في لندن، أن النائب الأول للرئيس السوداني رئيس حكومة الجنوب سلفا كير ميارديت سيلتقي غدا الأربعاء في العاصمة الكينية نيروبي نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن.
وأشار أموم إلى أن اللقاء المرتقب سوف يبحث اتفاق السلام الشامل، واستفتاء الجنوب، ودعم الخرطوم وجوبا حال إعلان استقلال الجنوب بعد استفتاء تقرير المصير.
وتكهن أموم باختيار الجنوبيين للانفصال من الشمال بسبب سياسات المؤتمر الوطني والرئيس عمر البشير، وقال: "نستغرب دعوة البشير لـ(نفرة الوحدة) بعد ضياع الوقت، حيث لم يقدم شيئا منذ خمس سنوات، كان يمكن أن يغري الجنوبيين بالتصويت لصالح الاستفتاء".
وكان أموم، اعتبر في تصريحات سابقة له أن قطار الوحدة بين شمال السودان وجنوبه قد ولى.. ولم تبق قطرة أمل واحدة لوحدة السودان، "إلا إذا قام المؤتمر الوطني باحتلال الجنوب عسكريا.. وبالتالي فلن تكون وحدة.. وإنما احتلال".
وهدد بالعودة إلى الحرب مجددا في حالة تأجيل الاستفتاء، والذي يعتبر بمثابة دعوة لنقض اتفاقية السلام. كما أشار إلى أن عرقلة الاستفتاء أو محاولة إلغائه ستؤدي أيضا إلى أن يقوم برلمان الجنوب باتخاذ قرارات وخيارات أخرى بديلة.
ومن المقرر أن يقترع جنوب السودان المنتج للنفط في يناير عام 2011 على الانفصال، في استفتاء تحدد موعده في اتفاق السلام الذي أنهى الحرب الأهلية التي استمرت أكثر من 20 عاماً، مع الشمال.
وأقام اتفاق السلام الشامل لعام 2005 الذي أنهى الحرب بين الشمال والجنوب حكومة ائتلافية في الخرطوم وحكومة متمتعة بحكم ذاتي محدود في الجنوب. والى جانب الاستفتاء وعد أيضا بإجراء انتخابات وطنية مقررة في فبراير عام 2010 وتقسيم عائدات النفط بين الجانبين.
من ناحية اخرى، اعتبر اموم أن تنازل الوطني عن وزارة النفط لصالح الحركة هو "محاولة فاشلة لاستغلال وزارة الخارجية في مسألة تعطيل الاستفتاء، وحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم، وليس الغرض منها التشجيع نحو خيار الوحدة".
ولفت إلى أن "الوزارة من نصيب الجنوب منذ اتفاق السلام الشامل قبل خمس سنوات، لكن الوطني رفض ذلك في حينه"، وقال: "إن سياسات المؤتمر الوطني ودولته الدينية هي من أسباب أزمة السودان، وإن البشير يقود السودان على طريقة الرئيس اليوغوسلافي ميلوسيفيتش".
واستنكر أموم "إشارات الرئيس البشير للجنوب بتزوير الانتخابات وإمكانية تزوير الاستفتاء"، وقال: : "هم آخر من يتكلم لأنهم أكبر المزورين، وهو ما أكدته الانتخابات السابقة"، وأضاف: "كل ما يفعلونه يراكم من الأزمات في البلاد".
ويعد أموم من أبرز قيادات الحركة الشعبية ومن صقورها. ويقول إن برنامج نظام "الإنقاذ الوطني" إقصائي وسيكون من نتائجه تقسيم السودان، وقال إن الحركة الشعبية ستظل حزبا في الشمال حتى إذا انفصل الجنوب، وستقوم بمواجهة التحديات التي فشل في مواجهاتها المؤتمر الوطني، ومن بينها قضايا الوحدة والتنوع والتعددية العرقية والدينية.
بدوره، اتهم القيادى بالحركة الشعبية، نائب رئيس البرلمان أتيم قرنق، المؤتمر الوطنى والأحزاب السياسية الشمالية بتبنى تفتيت الكيانات الجنوبية كضمان لتحقيق الوحدة.
ونقلت صحيفة "الاهرام اليوم" السودانية عن قرنق: "إن الوطنى يقود حملة مدبرة ضد الجيش الشعبى عبر اتهامه بالسعى لتزوير الاستفتاء المقبل".
وأشار فى تصريحات صحفية الى ما أسماه سعى الوطنى لتجهيز الشارع السودانى للوقوف ضد الحركة الشعبية والجيش الشعبى فى حالة حدوث الانفصال.
وقلل قرنق من منح وزارة النفط للحركة الشعبية فى التشكيل الوزاري الجديد ووصفها بأنها أصبحت ممصوصة وقشوراً فقط ـ على حد تعبيره.
وقال إن نفرة الوطني للوحدة جاءت متأخرة، وأردف "إن قادة المؤتمر الوطني قاموا مثل أهل الكهف للبحث عن وحدة فات أوانه".
في سياق متصل، اتهم نواب منطقة أويل عن الحركة الشعبية حكومة ولاية الخرطوم باحتضان مليشيات عسكرية للعمل ضد حكومة الجنوب. وطالب النائب الدو اجو دينق المؤتمر الوطنى بمساعدة الحركة لإجراء استفتاء آمن فى 2011.
بايدن وسلفا كير
في غضون ذلك، يبحث نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن مع النائب الأول للرئيس السوداني رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت غداً بالعاصمة الكينية نيروبي، دعم الجنوب في الاستفتاء على الوحدة، ومحاربة جيش الرب الأوغندي.
وذكرت صحيفة "الوطن" لسعودية، أن مباحثات بايدن ـ سلفاكير ستتركز على دعم الجنوب في حال انفصاله، والعمل على الاستقرار للقضاء على متمردي جيش الرب الأوغندي المنتشرين في الجنوب. وأشارت مصادر إلى أن سلفاكير سيركز على العقبات التي تواجه اتفاق السلام، والمخاوف من تعطيل الاستفتاء في يناير 2011.
من جهة أخرى، طالب رئيس الحزب الاتحادي الديموقراطي في السودان محمد عثمان الميرغني مجددا بوضع اتفاق "القاهرة 2005" موضع التنفيذ لتحقيق الوفاق الوطني في السودان.
وقال عقب لقائه الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في القاهرة أمس "إننا مع أي جهود تبذل لرأب الصدع في السودان وتعمل على وحدته وحل مشاكله"، مشيرا إلى أن التفاوض بشأن إقليم دارفور "ليس حكرا على حزب المؤتمر الوطني الحاكم".